كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

يعني (¬1) كما ذكر من إحراقها بالنار (¬2). وتم الكلام هاهنا لتمام قصة أصحاب الجنة (¬3).
ثم ذكر عذاب الآخرة فقال: {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} يعني المشركين. قال ابن عباس: يريد أن عذاب الآخرة أكبر من عذاب الدنيا وأعظم (¬4).

34 - 38 - ثم أخبر بما عنده للمتقين فقال: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34)} قال مقاتل: لما نزلت هذه الآية قال كفار مكة للمسلمين: إنا نعطى في الآخرة أفضل مما تعطون. فأنزل الله تعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35)} (¬5) ثم وبخهم فقال: {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)} إذ حكمتم أن لكم من الخير ما للمسلمين {أَمْ لَكُمْ} بل ألكم {كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ} تقرؤون {إِنَّ لَكُمْ} في ذلك الكتاب {لَمَا تَخَيَّرُونَ} تختارون وتشتهون. أي: أعندكم كتاب من الله بهذا و {إِنَّ لَكُمْ} في موضع نصب بـ {تَدْرُسُونَ} وكسر إن لمكان اللام في (لَمَا) (¬6).
39 - {أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ} قال مقاتل: يقول: ألكم عهود على الله
¬__________
(¬1) (س): (يعني) زيادة.
(¬2) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 18/ 246، و"البحر المحيط" 8/ 313.
(¬3) انظر: "المكتفى في الوقف والابتداء" (582).
(¬4) انظر: "تنوير المقباس" 6/ 123.
(¬5) انظر: "تفسير مقاتل" 163/ ب، و"التفسير الكبير" 30/ 91، و"غرائب القرآن" 29/ 21.
(¬6) انظر "معاني القرآن" للفراء 3/ 176، و"إعراب القرآن" للنحاس 3/ 489.

الصفحة 109