كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

بالغة {إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} استوثقتم بها منه فلا تنقطع. أعهدكم (¬1) إلى يوم القيامة بأن لكم الذي تقضون لأنفسكم من الخير (¬2).
وقال عطاء: يريد ألكم عهد مني ألا أصيبكم بعذاب ولا عقوبة (¬3).
ومعنى {بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} أي: متناهية في التأكيد تنتهي إلى يوم القيامة. فتكون (إلى) من صلة (بالغة). هذا قول الكسائي (¬4). ويجوز أن يكون (إلى) من صلة الأيمان، أي: أيمان إلى يوم القيامة. ويكون معنى (بالغة) مؤكدة، كما تقول جيد بالغ وكل شيء متناه في (¬5) الصحة والجودة فهو بالغ (¬6). ويدل على هذا المعنى قراءة الحسن (بالغةً) بالنصب (¬7) على معنى حقًّا. كأنه قيل: أيمان علينا حقًّا بلغت حقيقة التأكيد، هذا كله معنى قول الفراء (¬8). وقال أبو إسحاق: أي حلف لكم على ما تدعون في حكمكم (¬9).

40 - ثم قال لرسوله -صلى الله عليه وسلم-: {سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40)} أيهم كفيل لهم بأن لهم في الآخرة ما للمسلمين. وذكرنا معنى الزعيم عند قوله: {وَأَنَا بِهِ
¬__________
(¬1) (س): (عهدكم).
(¬2) انظر: "تفسير مقاتل" 163/ ب.
(¬3) لم أجده.
(¬4) انظر: "التفسير الكبير" 35/ 93.
(¬5) (ك): (فهو في)، والتصحيح من "الوسيط".
(¬6) انظر: "الوسيط" 4/ 338، و"التفسير الكبير" 30/ 93، و"زاد المسير" 8/ 339.
(¬7) قرأ الجمهور {بَالِغَةٌ}. وقرأ الحسن، وزيد بن علي (بالغة) بالنصب على الحال. انظر: "معانى الفراء" 3/ 176، و"البحر المحيط" 8/ 315، و"الإتحاف" (421).
(¬8) (س): (هذا كله معنى قول الفراء) زيادة. وانظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 176.
(¬9) انظر: "معاني القرآن" 5/ 209.

الصفحة 110