كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

زَعِيمٌ} (¬1).
قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ} يعني بل ألهم شركاء. يعني ما كانوا يجعلونهم شركاء لله , وهذا كقوله: {هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ} [الروم: 40]، فأضاف الشركاء إليهم لأنهم جعلوها شركاء لله فأضافها إليهم بفعلهم. والتأويل: أم عندهم لله شركاء فليأتوا بهؤلاء الشركاء {إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} في أنها شركاء لله.

42 - قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} ظرف لهذا الأمر. أي: فليأتوا بها في ذلك اليوم (¬2). وذلك أنها تبطل وتزهق فلا تنفعهم بشيء. يقول الله: {إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} في أنها شركاء فليأتوا بها يوم القيامة لتنفعهم وتشفع لهم. وهذا الذي ذكرنا معنى ما ذكره صاحب النظم (¬3).
وأما معنى قوله: {يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} فروى عكرمة عن ابن عباس قال: عن شدة. ألم تسمع إلى قول الشاعر (¬4):
وقامتِ الحربُ بنا على ساقْ
قال: وسئل ابن عباس عن هذه الآية فقال: إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب. أما سمعتم قول الشاعر:
سن لنا قومك ضرب الأعناق ... وقامت الحربُ بنا على ساق
¬__________
(¬1) من آية (72) من سورة يوسف. وانظر: "تفسير غريب القرآن" (480)، و"مفردات الراغب" (213) (زعم).
(¬2) انظر: "معالم التنزيل" 4/ 381، و"غرائب القرآن" 29/ 22.
(¬3) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 18/ 248.
(¬4) أخرجه الطستي في مسائل عن ابن عباس. انظر: "الدر" 6/ 255، وهو مندرج في الأثر الآتي. ولم أجد للبيت قائلاً.

الصفحة 111