كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

وقوله تعالى: {وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ} قال مقاتل: وذلك أنه تدمج أصلاب الكفار يومئذ فيكون عظمًا واحداً مثل صياصي (¬1) البقر، لأنهم لم يسجدوا لله في الدنيا.
وهذا قول جميع المفسرين (¬2). قالوا: إذا كان ذلك سجد (¬3) الخلق كلهم لله سجدة واحدة. ويبقى الكفار والمنافقون يريدون أن يسجدوا (¬4) فلا يستطيعون؛ لأن أصلابهم أيبس فلا تلين للسجود.
قال ابن مسعود: وأما المؤمنون فيخرون سجدًا، وأما المنافقون فتكون ظهورهم طبقًا كأن فيها السفافيد (¬5).
¬__________
= ذلك أن يقال: كشفت الشدة من القوم لا كشف عنها كما قاله الله تعالى: {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (50)} .. فالعذاب، والشدة هو المكشوف لا المكشوف عنه. "الصواعق المرسلة" 1/ 252 - 253. وانظر: "سلسلة الأحاديث الصحيحة" 2/ 127، و"الأسماء والصفات" للبيهقي 2/ 181، 183.
(¬1) صياصي البقر: أي قرونها واحدتها صيصية بالتخفيف. انظر: "النهاية" 3/ 9 (صيص).
(¬2) انظر: "تفسير مقاتل" 164/ أ، و"جامع البيان" 29/ 24، و"معالم التنزيل" 4/ 382، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 408.
(¬3) (ك)، (س): (سجدوا).
(¬4) (ك): (يسجد).
(¬5) أخرجه ابن جرير وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا. وقال القرطبي: قلت: معنى حديث أبي موسى وابن مسعود ثابت في "صحيح مسلم" من حديث أبي سعيد الخدري وغيره. انظر: "صحيح مسلم" كتاب: الإيمان, باب: معرفة طريق الرؤية 1/ 168 - 169.
قلت: ورواه البخاري في كتاب: التفسير، سورة القلم 6/ 198 من حديث أبي سعيد أيضًا. =

الصفحة 116