كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

قوله: {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ} قال ابن عباس ومقاتل: يعني حين أيقنوا بالعذاب وعاينوا النار (¬1). وهي حال من قوله: {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ}. {تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ} قال ابن عباس: يلحقهم ذل الندامة والحسرة (¬2).
قوله: {وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} يعني في الدنيا حين كانوا يدعون إلى الصلاة المكتوبة ويؤمرون بها وهم معافون (¬3) ليس في أصلابهم مثل سفافيد الحديد. ومعنى قوله: {يُدْعَوْنَ} أي بالأذان والإقامة. وهذا الذي ذكرنا قول ابن عباس ومقاتل وإبراهيم التيمي (¬4). قال سعيد بن جبير: كانوا يسمعون حيّ على الفلاح فلا يجيبون. وفي هذا وعيد لمن قعد عن الجماعة ولم يجب الأذان إلى إقامة الصلاة في الجماعة (¬5).
قوله تعالى: {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ} يريد القرآن. قاله ابن عباس. وقال مقاتل: يقول لمحمد: خل بيني وبين من يكذب بهذا القرآن فأنا أنفرد بهلكتهم (¬6).
¬__________
= انظر: "جامع البيان" 29/ 25، و"الجامع لأحكام القرآن" 18/ 250.
والسفافيد: جمع سفود. وهو حديدة ذات شُعب معقفة، معروفة، يشوى بها اللحم. "اللسان" (سفد).
(¬1) انظر: "تفسير مقاتل" 164/ أ، و"جامع البيان" 29/ 27.
(¬2) انظر: "معالم التنزيل" 4/ 383.
(¬3) (ك): (معاقبون).
(¬4) (س): (إبراهيم التيمي) زيادة. وانظر: "تفسير مقاتل" 164/ أ، و"جامع البيان" 29/ 27، و"معالم التنزيل" 4/ 383.
(¬5) انظر: "جامع البيان" 29/ 27، و"معالم التنزيل" 4/ 383، و"الجامع لأحكام القرآن" 18/ 251.
(¬6) انظر: "تفسير مقاتل" 164/ أ، و"الجامع لأحكام القرآن" 18/ 251، و"البحر المحيط" 8/ 317.

الصفحة 117