كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

نادى ربه من بطن الحوت بقوله: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87]. وقوله {وَهُوَ مَكْظُومٌ} أي مملوء غمًّا وكربًا (¬1). ومثله {كَظِيمٌ}، وقد مر (¬2).
قوله تعالى: {لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ} قال ابن عباس ومقاتل: رحمة من ربه (¬3)، وهو أن رحمه وتاب عليه (¬4) {لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ} لألقي من بطن الحوت على وجه الأرض. وذكرنا تفسير هذا عند قوله: {فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ} (¬5)، وقوله: {وَهُوَ مَذْمُومٌ} قال ابن عباس والحسن (¬6): مذنب (¬7).
وقال الكلبي: (مذموم) ملوم مبعد من كل خير (¬8).
¬__________
(¬1) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 5/ 211.
(¬2) عند تفسيره الآية (84) من سورة يوسف. قال: الكظيم: الساكت على غيظه، يقال: ما يكظم فلان على حرة إذا كان لا يحتمل شيئًا وفلان كظيم ومكظوم إذا كان ممتلئًا حزنًا ممسكًا عليه.
وانظر: "اللسان" 3/ 265، و"المفردات" (432) (كظم).
(¬3) (ك): (ربك).
(¬4) انظر: "تنوير المقباس" 6/ 126، و"تفسير مقاتل" 164/ ب، و"جامع البيان" 29/ 29، و"الكشف والبيان" 12/ 173/ أ.
(¬5) عند تفسيره الآية (145) سورة الصافات. قال: العراء: المكان الخالي. قال أبو عبيدة: وإنما قيل له: عراء, لأنه لا شجر فيه ولا شيء يغطيه. وقال الليث: العراء: الأرض الفضاء التي لا تستر بشيء.
(¬6) (س): (والحسن) زيادة.
(¬7) انظر: "تنوير المقباس" 6/ 126، وذكر ابن كثير في "تفسيره" 4/ 408 عن ابن عباس ومجاهد والسدي قوله: (وهو مغموم).
(¬8) انظر: "الجامع لأحكام القرآن" 18/ 254.

الصفحة 119