كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

وقال الزجاج (¬1): لأنها تحق كل إنسان يعمله من خير وشر (¬2).
ولا أدري ما معنى هذا القول، ولا أيش (¬3) أراد بقوله: يحق كل إنسان يعمله (¬4).
قال الأزهري: والذي عندي في الحاقة: أنها سميت (¬5) بذلك؛ لأنها تحق (¬6) كل مُحاق في دين الله بالباطل (¬7)، أي كل مخاصم، فتحُقُّه، أي: تغلبه. من قولك: حَاققته أُحَاقهُ حِقاقاً فحققته أحُقُّه، أي: غلبته، وفَلَجْتُ (¬8) عليه (¬9).
قال أبو إسحاق: {الْحَاقَّةُ (1)} مرفوع بالابتداء، و (ما) في قوله:
¬__________
(¬1) بياض في (ع).
(¬2) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 213، وعبارته "وسميت الحاقة , لأنها تحق كل شيء يعمله إنسان من خير أو شر"
(¬3) أيش كلمة منحوتة من أي شيء، وهي بمعناها للاستفهام. "معجم متن اللغة" أحمد رضا 1/ 222.
(¬4) قوله كل إنسان يعمله بياض في (ع).
(¬5) بياض في (ع).
(¬6) في (أ): حق.
(¬7) قوله بالباطل أي كل مخاصم، بياض في (ع).
(¬8) فَلَجَ عليه: ظفر بما طلب، وفلج بحجته أثبتها، وأفلج الله حجته، بالألف: أظهرها. انظر "المصباح المنير في غريب الشرح الكبير" لأحمد بن محمد الفيومي 2/ 578.
(¬9) ورد هذا القول في "تهذيب اللغة" 3/ 377 مادة (حق)، وليس هو من قول الأزهري، بل نسبه إلى الغير. قال: وقال غيرهما -يعني الزجاج والفراء-: سميت القيامة حاقة؛ لأنها تحق كل مُحاق في دين الله بالباطل ... إلخ. وانظر: "التفسير الكبير" م 15 جـ 30/ 102.

الصفحة 130