كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

11]، وما كف عن خبره فمجازه عند العرب تفخيم للأمر، يقولون: لو رأيت فُلاناً وفي يده السيف. وتأويل هذا تعظيم أمره (¬1). وقد ذكرنا (¬2) هذا في مواضع (¬3).
ومعنى "القارعة": التي تقرع قلوب العباد بالمخافة إلى أن يصير المؤمنون إلى الأمن بالجنة.
قال أهل التأويل: وإنما حسن أن توضع "القارعة" موضع "الحاقة" لتذكر بهذه الصفة الهائلة بعد ذكرها بأنها "الحاقة" (¬4).
و"القارعة" يراد بها: القيامة في هذه الآية عند (قول جميع) (¬5) المفسرين (¬6)، وذكر في بعض التفسير (¬7): أنها العذاب الذي نزل بهم،
¬__________
(¬1) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬2) بياض في (ع).
(¬3) نحو ما جاء في سورة المدثر {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27)}، والمرسلات: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14)}، والانفطار: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17)}. وغير ذلك مما ماثله من الآيات.
(¬4) لم أعثر على من قال بذلك، وقد ورد معنى هذا القول عند الفخر من غير عزو. انظر: "التفسير الكبير" 30/ 130.
(¬5) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(¬6) قال بذلك ابن عباس، والضحاك، وابن زيد، وقتادة، ومقاتل. انظر: "جامع البيان" 29/ 48، و"معالم التنزيل" 4/ 386، و"زاد المسير" 8/ 79. وقالا به أيضًا، ابن عطية في "المحرر الوجيز" 356، والقرطبي 18/ 257، وعزاه الخازن إلى ابن عباس "لباب التنزيل" 4/ 303، وابن كثير 4/ 440، وعزاه صاحب "الدر المنثور" إلى ابن عباس 8/ 264، والسجستاني في "نزهة القلوب" 371، وابن الملقن في "تفسير غريب القرآن" 489، والخزرجي في "نفس الصباح" 2/ 730.
(¬7) قال المبرد. انظر: "فتح القدير" 5/ 279، وذكر هذا القول من غير عزو في "معالم التنزيل" 4/ 386، و"الجامع لأحكام القرآن" 18/ 258.

الصفحة 133