كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

(الحد حتى علا كل شيء، وارتفع فوقه بخمسة عشر ذراعًا. (¬1) وهو قول: قتادة (¬2)، ومقاتل (¬3).
وقوله: {حَمَلْنَاكُمْ} أي حملنا آباءكم) (¬4) وأنتم في أصلابهم، والذين خوطبوا بهذا (¬5) ولد الذين حملوا، وهذا كقوله: {وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ} [يس: 41] (¬6) الآية (¬7). وهذا معنى قول مقاتل (¬8)، والكلبي (¬9).
وقوله: {فِي الْجَارِيَةِ} يعني في السفينة التي تجري في الماء، وهي سفينة نوح عليه السلام، و"الجارية" من أسماء السفينة (¬10)، ومنه قوله: {وَلَهُ الْجَوَارِ}
¬__________
(¬1) الذراع: اليد من كل حيوان، لكنها في الإنسان من المرفق إلى أطراف الأصابع. "المصباح المنير" 1/ 246، مادة (ذرع). وانظر "مختار الصحاح" 221 (ذرع).
(¬2) ورد قوله في "تفسير مقاتل" 207/ أ، و"تفسير القرآن" لعبد الرزاق 2/ 312، و"جامع البيان" 29/ 54، و"الكشف والبيان" 12/ 176/ أ، و"القرطبي" 18/ 263، و"الدر المنثور" 8/ 267، وعزاه إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(¬3) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد مثل قوله من غير نسبة في "معالم التنزيل" 4/ 387، و"زاد المسير" 8/ 81.
(¬4) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(¬5) في (ع): هذا.
(¬6) وردت في النسختين ذرياتهم.
(¬7) الآية ساقطة من (أ).
(¬8) "تفسير مقاتل" 207/ أ.
(¬9) لم أعثر على مصدر لقوله.
وقد ورد عند الطبري بنحو هذا القول من غير عزو؛ مذكور بصيغة التضعيف قيل. انظر: "جامع البيان" 29/ 55.
(¬10) وهو قول ابن عباس، وابن زيد أيضًا. "جامع البيان" 29/ 54. قال ابن عاشور و"الجارية" صفة لمحذوف، وهو السفينة، وقد شاع هذا الوصف حتى صار بمنزلة الاسم. "تفسير التحرير والتنوير" 29/ 123.

الصفحة 149