كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

في الظاهر، فوقع على النفخة.
قوله: {فِي الصُّورِ} على لفظ الخفض (¬1)، فالتقدير: نفخ نفخة واحدة في الصور، وأما من قال: (نفخة) بالنصب أضمر مفعول (نفخ) ونصب (نفخة) على المصدر، أو اقتصر على الإخبار عن الفعل، كما تقول: (ضرب ضربًا) (¬2) هذا معنى كلامه.
وقال أبو إسحاق: النصب جائز على أن قولك: (في الصور) يقوم مقام ما لم يُسمَّ فاعله؛ لأن المعنى: نفخ الصور نفخة، وإنما ذكَّر نفخ , لأن تأنيث نفخة ليس بحقيقي , لأن النفخة والنفخ واحد (¬3).
قوله: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ} قال مقاتل: رفعت من أماكنها (¬4)، {فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً}: قال ابن عباس: فُتَّتَا فَتة (¬5) واحدة (¬6) (¬7).
¬__________
(¬1) في (أ): الحافظ، ويراد بالخفض الجر، والخفض اصطلاح كوفي. انظر: "نحو القراء" 348.
(¬2) لم أعثر على مصدر لهذا القول، ولا على قائله.
(¬3) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 216 باختصار.
(¬4) "تفسير مقاتل" 207/ أ. وقد ورد بمثله من غير نسبة في "معالم التنزيل" 4/ 387، و"الجامع لأحكام القرآن" 18/ 264، و"فتح القدير" 5/ 381 بمعناه.
(¬5) قال الليث: الفَتُّ أن تأخذ الشيء بأصبعك فتصيره فُتاتًا، أي دقاقًا. "تهذيب اللغة" 14/ 256، (فتت). وقال ابن فارس: الفاء والتاء كلمة تدل على تكسير شيء ورفْتِه. "معجم مقاييس اللغة" 4/ 436، (فت).
(¬6) بياض في (ع) ..
(¬7) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله من غير نسبة في "الجامع لأحكام القرآن" 18/ 264، و"لباب التأويل" 4/ 304.

الصفحة 154