كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

قوله تعالى: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ}، أي: يتظاهرا ويتعاونا على النبي -صلى الله عليه وسلم- بالمعصية (¬1) والإيذاء {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ}، أي: لم يضره ذلك التظاهر منكما فإن الله هو مولاه. قال ابن عباس: موال له على من عاداه، وناصر له (¬2). وقال مقاتل: ولي له في العون (¬3)، يعني يتولى نصرته. {وَجِبْرِيلُ} وليه، {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} قال ابن عباس: يريد أبا بكر وعمر مواليين (¬4) للنبي -صلى الله عليه وسلم- على من عاداه، وناصرين له. وهو قول المقاتلين وعكرمة (¬5).
وروى ذلك عن عبد الله مرفوعًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن صالح المؤمنين أبو بكر وعمر" (¬6).
وقال المسيب بن شريك (¬7): هو أبو بكر (¬8).
وقال سعيد بن جبير: هو عمر (¬9).
¬__________
(¬1) في (ك): (والمعصية).
(¬2) انظر: "تنوير المقباس" 6/ 98، و"معالم التنزيل" 4/ 366، و"زاد المسير" 8/ 310.
(¬3) انظر: "تفسير مقاتل" 160 أ.
(¬4) في (ك): (والنبيين).
(¬5) انظر: "التفسير الكبير" 30/ 44، و"البحر المحيط" 8/ 291.
(¬6) قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/ 127: رواه الطبراني وفيه عبد الرحيم بن زيد العمي، وهو متروك.
(¬7) مسيب بن شريك. أبو سعيد التميمي. سكتوا عنه، مات سنة 186 هـ انظر: "التاريخ الكبير" 7/ 408.
(¬8) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 159 ب، و"زاد المسير" 8/ 310، عن مكحول عن أبي أمامة.
(¬9) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 159 ب، و"الدر" 6/ 244، ونسب إخراجه لسعيد ابن منصور وابن سعد وابن المنذر.

الصفحة 17