كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

القاف والكاف يكونان لقربهما من الحلق في حكم حروفه. والإدغام في حروف الحلق ليس بكثير، وكذلك فيما أشبههن (¬1).
ثم نعت تلك الأزواج التي كان يبدله لو طلق نساءه، فقال: {مُسْلِمَاتٍ} أي: خاضعات لله بالطاعة، {مُؤْمِنَاتٍ} مصدقات بتوحيد الله، {قَانِتَاتٍ} طائعات، {سَائِحَاتٍ} قال المفسرون: صائمات. وذكرنا تفسير الكلام فيه عند قوله: {السَّائِحُونَ} (¬2) [التوبة: 112]. قوله: {ثَيِّبَاتٍ} جمع ثيب. قال الليث: وهي المرأة التي قد تزوجت فبانت بأي وجه (¬3) كان، فعادت كما كانت غير ذات زوج قبل التزوج، أو تزوجت بعد ذلك (¬4)، ولا يوصف به الرجل إلا أن يقال: ولد الثيبين كما يقال: ولد البكرين. وجاء في الخبر: "الثيبان يرجمان" (¬5).
قال الأزهري: كأنه قيل لها ثيب؛ لأنها عادت إلى حالتها الأولى قبل
¬__________
(¬1) من قوله (وإدغام القاف في الكاف حسن) إلى هنا، من كلام أبي علي الفارسي وفيه تصرف. انظر: "الحجة" 6/ 303.
(¬2) وممن فسرها بالصائمات ابن عباس، والحسن، وابن جبير، وقتادة.
انظر: "جامع البيان" 28/ 106، و"الجامع لأحكام القرآن" 18/ 193. ونسبه الزجاج لأهل التفسير وأهل اللغة. "معاني القرآن" 5/ 194، و"اللسان" 3/ 323 (سيح). وقال الفراء: ونرى أن الصائم إنما سمي سائحًا أن السائح لا زاد معه، وإنما يأكل حيث يجد، فكأنه أخذ من ذلك. "معاني القرآن" 3/ 167.
(¬3) في (ك): (بوجه ما) بدلاً من (بأي وجه)، والصواب ما أثبته.
(¬4) في (س): (قبل التزوج، أو تزوجت بعد ذلك) زيادة وبعدها عبارة مطموسة.
(¬5) أخرجه ابن أبي شيبة من طريق الشعبي عن مسروق عن أبي بن كعب (البكران يجلدان وينفيان، والثيبان يجلدان ويرجمان)، وأخرج عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن مسروق: (البكران يجلدان وينفيان، والثيبان يرجمان ولا يجلدان، والشيخان يجلدان ثم يرجمان) ورجاله رجال الصحيح. "فتح الباري" 12/ 157.

الصفحة 21