كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

أن تزوج، وكل شيء عاد بعد ذهابه فقد ثاب يثوب ثؤوبًا، ويقال: تثيب المرأة تثيبًا إذا صارت ثيبًا (¬1).
قوله تعالى: {وَأَبْكَارًا} يريد عذارى.

6 - قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ} (¬2) قال ابن عباس: أي بالانتهاء عما نهاكم الله عنه، والعمل بطاعته (¬3)، {وَأَهْلِيكُمْ} قال عمر: يا رسول الله: هذا نقي أنفسنا فكيف لنا بأهلينا؟ قال: "تنهونهم عما نهاكم الله، وتأمرونهم بما أمركم الله به" (¬4). ونحو هذا قال جماعة المفسرين.
قال مقاتل بن حيان: يعني أن يؤدب الرجل المسلم نفسه وأهله فيعلمهم الخير وينهاهم عن الشر، فذلك حق على المسلم أن يفعل بنفسه وأهله وعبيده وإمائه في تأديبهم وتعليمهم (¬5).
وقال علي -رضي الله عنه- (¬6) في هذه الآية: علموهم وأدبوهم (¬7).
¬__________
(¬1) انظر: "تهذيب اللغة" 15/ 152 (ثاب)، و"اللسان" 1/ 388 (ثيب).
(¬2) في (ك): (أنفسكم وأهليكم).
(¬3) انظر: "معالم التنزيل" 4/ 367، وأخرج ابن جرير وغيره عنه قال: (اعملوا بطاعة الله، واتقوا معاصي الله، وأمروا أهليكم بالذكر، ينجيكم الله من النار). انظر: "جامع البيان" 28/ 107، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 391، و"الدر" 6/ 244.
(¬4) ذكره أبو حيان في "البحر المحيط" 8/ 292، بدون سند. ونحوه روى ابن مردويه عن زيد بن أسلم قال: تلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذه الآية {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} فقالوا: يا رسول الله: كيف نقي أهلنا نارًا. قال: (تأمرونهم بما يحبه الله وتنهونهم عما يكره الله) "الدر" 6/ 244.
(¬5) انظر: "التفسير الكبير" 30/ 46، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 391.
(¬6) في (ك): (رحمه الله).
(¬7) أخرجه عبد الرزاق وابن جرير والحاكم، وصححه ولفظه (علموا أهليكم خيرًا). انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 303، و"جامع البيان" 28/ 107، و"المستدرك" =

الصفحة 22