كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

دِيمةٌ هَطلا (¬1) فيها وَطَفٌ ... طَبَقُ الأرض تحري وتَدِرْ (¬2)) (¬3)
وقال الليث: (يُقال) (¬4): هو يتحرى بكلامه وأمره الصَّواب، وكذلك يتحرى مسرة فلان (¬5).
وقال الفراء: {تَحَرَّوْا رَشَدًا} الهدى (¬6).
قال المبرد: وأصل التحري من قولهم: ذلك أحرى، أي أحق وأقرب.
والحري (¬7) أن يفعل كذا، أي يجب عليك، كما تقول: يحق عليك أن تفعل (¬8)، ويقال: لا تَطُرْ حَرانا أي القرب الذي تحر أحق به (¬9).
ثم ذموا الكافرين فقالوا: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ}. الآية. أي الذين كفروا وعدلوا بربهم كانوا وقوداً للنار في الآخرة يصلونها (¬10).
¬__________
(¬1) في (أ): هطلاه.
(¬2) البيت لامرئ القيس، ورد البيت ديوانه: 105، وانظر مادة (هطل) في: "تهذيب اللغة" 6/ 77، و"الصحاح" 5/ 1850، و"لسان العرب" 14/ 174، 3/ 699، و"تاج العروس" 8/ 169 مادة (حرى).
ومعنى البيت: الديمة: المطر الدائم يومًا وليلة، الوطفاء: الدانية من الأرض، طبق الأرض: عمها، تحرى: تقصد حراهم وهو الغناء، قدر: تعتمد المكان وتثبت فيه.
(¬3) ما بين القوسين من قول أبي عبيدة في "مجاز القرآن" 2/ 272.
(¬4) ساقط من: (أ).
(¬5) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬6) "معاني القرآن" 3/ 193، مختصرًا وعبارته: أمّوا الهدى واتبعوه.
(¬7) في (ع): بالحرى.
(¬8) "التفسير الكبير" 30/ 160.
(¬9) انظر: "لسان العرب" 14/ 172، مادة: (حري)، والعبارة عنه قال: تَطُرْ حرانا، أي: لا تقرب ما حولنا.
(¬10) في (أ): بطونها.

الصفحة 307