كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

تفسيره في سورة الأنبياء (¬1).
قال مقاتل: أحصنت فرجها عن الفواحش، وإنما ذكرت بذلك لأنها قذفت بالزنا (¬2). وقال الكلبي: يعني فرجها ثوبها (¬3).
قال الزجاج: والعرب تقول للعفيف: هو نقي الثوب وهو طيب الحُجْزة. تريد أنه عفيف، وأنشد للنابغة (¬4):
رقاق النعال طيب حجزاتهم ... يحيون بالريحان يوم السباسب
ونحو هذا قال الفراء، وهو مستقصى فيما تقدم (¬5)، والدليل على القول الثاني قوله: {فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا} أي في فرج ثوبها (¬6).
قال مقاتل: يعني في الجيب، وذلك أن جبريل مد حبيب درعها بإصبعه ثم نفخ في جيبها، فحملت (¬7). وهذا قول جماعة المفسرين (¬8). ومن حمل الفرج على حقيقته في هذه الآية جعل الكناية في قوله: (فيه) من غير
¬__________
(¬1) عند تفسيره الآية (91) من سورة الأنبياء.
(¬2) انظر: "تفسير مقاتل" 161 أ، و"التفسير الكبير" 30/ 50.
(¬3) انظر: "تنوير المقباس" 6/ 103، و"معاني القرآن" للفراء 3/ 169، ونسبه للمفسرين.
(¬4) "ديوان النابغة الذبياني" ص 49، و"تهذيب اللغة" 4/ 124، و"اللسان" 1/ 574 (حجز)، و"الخزانة" 4/ 393.
والسباسب والبسابس: القفار، واحدها: سبسب وبسبس، ومنه قيل للأباطيل: الترهات البسابس. "تهذيب اللغة" 12/ 315 (سب).
(¬5) في (س): (ونحو هذا قال الفراء وهو مستقصي فيما تقدم) زيادة، وانظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 169.
(¬6) انظر: "معاني القرآن" للزجاج 5/ 196.
(¬7) انظر: "تفسير مقاتل" 161 أ.
(¬8) انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 303، و"جامع البيان" 28/ 110، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 394.

الصفحة 31