ومعنى قوله {لِبَدًا} قال أبو عبيدة: (أي جماعات، واحدها (¬1) "لبدة". قال: وكذلك يقال للجراد الكثير، وأنشد لعبد مناف بن ربع (الهذلي) (¬2):
صابوا (¬3) بستةِ أبْياتٍ وأرْبَعَةٍ ... حق كأنَّ عَلَيْهِم جَابياً لِبَدَا (¬4)
قال: الجابي: الجراد؛ لأنه يجبي (¬5) كل شيء يأكله) (¬6).
قال أبو إسحاق: (معنى {لِبَدًا} يعني (¬7): يركب بعضهم بعضاً، وكل شيء ألصقته بشيء إلصاقًا شديدًا فقد لبّدته، ومن هذا اشتقاق هذه اللبود التي تفرش، وهو جمع "لِبْدَة"، ومن ضم اللام (¬8) فهو جمع "لُبْدَة"،
¬__________
(¬1) في (أ): واحدتها.
(¬2) ساقط من: (أ).
(¬3) في (أ): كانوا.
(¬4) ورد البيت منسوبًا في: "ديوان الهذليين" 2/ 40، ومادة: (جبي) من كتب اللغة: "لسان العرب" 14/ 131، و"تاج العروس" 10/ 66، وانظر أيضًا: "مجاز القرآن" لأبي عبيدة: 2/ 272، و"جامع البيان" 29/ 113، المحرر: 5/ 384، و"البحر المحيط" 8/ 353، و"الكشاف" 29/ 93.
ومعنى البيت: صابوا: أي وقعوا، وقوله: حتى كأن عليهم جابيًا لبدًا. يقال: إن الجابي الجراد نفسه، واللّبد: المتركب بعضه على بعض. ديوان الهذليين: المرجع السابق.
(¬5) غير واضحة في: (ع).
(¬6) ما بين القوسين من قول أبي عبيدة. انظر: "مجاز القرآن" 2/ 272، ولعل الواحدي نقله عن "الحجة" 6/ 333.
(¬7) ساقط من: (ع).
(¬8) قرأ هشام بن عمار عن ابن عامر: {لِبَدًا} بضم اللام، وقرأ ابن ذكوان عن ابن عامر: "لِبدا" بكسر اللام، وكذلك الباقون. =