و"لِبْدَة" (¬1)، و"لُبْدَة" في معني واحد) (¬2)
ونحو هذا قال الفراء في اللُّبد، واللِّبد (¬3).
وقال الكسائي: لبدًا: ركامًا، جمعُ لبدة (¬4).
وقال أبو علي الفارسي: (اللُّبَدُ -بضم اللام- الكثير من قوله: {أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا} [البلد: 6]، وكأنه قيل له: "لُبَد" (¬5) لركوب بعضه على بعض لكثرته، ولُصوق بعضه ببعض، وكأنه أراد: كادوا (¬6) يَلْصقون به من شدة دنوهم للإصغاء، والاستماع مع كثرتهم، وهذا قريب المعنى من القراءة الأولى؛ إلا أن "لِبَداً" -بكسر اللام- أعرف لهذا المعنى وأكثر) (¬7).
وقال المبرد: اللُّبَد: الجماعات، واحدها: "لبدة"، وأصله ما وقع بعضه على بعض (¬8)، ولقال للأسد: ذو لِبدة لما يتلبد من الشعر بين
¬__________
= انظر: "كتاب السبعة" 656، و"القراءات وعلل النحويين فيها" 2/ 721، و"الحجة" 6/ 333، و"حجة القراءات" 729، و"الكشف عن وجوه القراءات السبع" 2/ 342، و"النشر" 392.
(¬1) ساقطة من: (أ).
(¬2) ما بين القوسين من قول أبي إسحاق في: "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 237 بتصرف.
(¬3) "معاني القرآن" 3/ 194، وعبارته: " .. وقرأ بعضهم: "لُبُدا"، والمعنى فيهما -والله أعلم- واحد، يقال: لُبَدة، ولِبدَةٌ".
(¬4) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬5) وردت في "الحجة" 6/ 334: "لُبَّدًا".
(¬6) في (أ): كانوا.
(¬7) ما بين القوسين من قول أبي علي الفارسي نقله الإمام الواحدي عنه بتصرف يسير من "الحجة" 6/ 334.
(¬8) اللام والباء والدال أصل كلمة صحيحة تدل على تكرُّس الشيء بعضه فوق بعض، من ذلك: اللِّبْد، وهو معروف، وتَلَبَّدت الأرضُ، ولبَّدها المطر، وصار الناس =