كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

{فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا} (¬1) (أي يجعل بين يديه وخلفه رصدًا من الملائكة يحوطون الوحْيَ من أن تَسْتَرِقه الشياطين، فتُلْقِيَه إلى الكَهَنَة، حتى (¬2) تخبر به الكهنة إخبار الأنبياء، فيساووا (¬3) الأنبياء، ولا يكون بينهم وبين الأنبياء فرق) (¬4).
فالرصد من الملائكة يدفعون الجن أن يستمع ما ينزل من الوحي. ذكره الزجاج (¬5)، وابن قتيبة (¬6)، (وهو معنى قول المفسرين) (¬7).
قال الكلبي: يجعل من بين يديه حرسًا من الملائكة يدحرون الشياطين عنه فلا يقربونه (¬8).
وقال الفراء: ذكروا أن جبريل كان إذا نزل بالوحي نزلت معه الملائكة من كل سماء يحفظونه من استماع الجن يسترقونه فيلقونه (¬9) إلى كهنتهم، فيسبقوا به الرسل (¬10).
¬__________
(¬1) في (أ): بأنه.
(¬2) قوله إلى الكهنة: بياض في: (ع).
(¬3) في (أ): فيساوا.
(¬4) ما بين القوسين من قول ابن قتيبة، نقله عنه الواحدي بتصرف يسير، وبزيادة عبارة: فيساووا الأنبياء، وحذف: ولا يكون للأنبياء دلالة. انظر: "تأويل مشكل القرآن" 434.
(¬5) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 238 بمعناه.
(¬6) "تفسير غريب القرآن" 492، وانظر: "تأويل مشكل القرآن" 434.
(¬7) ساقط من: (أ).
(¬8) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬9) في (ع): فيلقونه.
(¬10) "معاني القرآن" 3/ 196 نقله عنه بالمعنى.

الصفحة 332