كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

القول اختيار (¬1) ابن قتيبة (¬2)، والزجاج (¬3)، وصاحب النظم.
قال ابن قتيبة: أي ليبلّغوا رسالات ربهم (العلم) هاهنا، مثله قوله: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ الله الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ} [آل عمران: 142]، أي: ولما تجاهدوا وتصبروا (¬4)، فيعلم الله ذلك ظاهراً موجوداً -يجب فيه ثوابكم- على ما بينا في غير هذا الموضع (¬5).
وقال أبو إسحاق: وما بعد قوله: (ليعلم) يدل على صحة هذا (¬6)، وهو قوله: (أحاط) (¬7)، و (أحصى) (¬8)، والضمير فيهما لله عَزَّ وَجَلَّ لا
¬__________
(¬1) بياض في: (ع).
(¬2) "تفسير غريب القرآن" 492 وعبارته: "ليعلم محمد أن الرسل قد بلغت عن الله، وأن الله حفظها، ودفع عنها، وأحاط بها".
(¬3) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 238 وعبارته: (ليعلم الله أن قد أبلغوا رسالاته).
(¬4) في (أ): تصابروا.
(¬5) إلى قوله على ما بينا في غير هذا الموضع ينتهي قول ابن قتيبة. انظر: "تأويل مشكل القرآن" 434، ويعني بغير هذا الموضع أي الموضع الذي بين فيه علم الله تعالى، وأنه نوعان:
أحدهما: علم ما يكون من إيمان المؤمنين وكفر الكافرين، وذنوب العاصين، وطاعات المطيعين قبل أن تكون. قال: وهذا علم لا تجب به حجة، ولا تقع عليه مثوبة ولا عقوبة.
والآخر: علم هذه الأمور ظاهرة موجودة، فيحق القول، ويقع بوقوعها الجزاء، فأراد جل وعز: ما سلطناه عليهم إلا لنعلم إيمان المؤمنين ظاهرًا موجودًا، وكفر الكافرين ظاهرًا موجودًا، وكذلك قوله سبحانه: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ} الآية: آل عمران: 142. "تأويل مشكل القرآن" 311 - 312.
(¬6) بياض في: (ع).
(¬7) قوله تعالى: {وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ}.
(¬8) {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا}.

الصفحة 335