كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

وكل شيء نفيس عِلْق خطير (¬1)، فهو ثقل وثقيل. وتأويل هذا معنى قول ابن عباس في رواية عطاء: (قولًا ثقيلًا) يعني: كلامًا عظيمًا (¬2).
قال أبو علي الفارسي: ويجوز أن يكون المراد به ثقيل على من (عانده) (¬3) فرده ولم ينفذ له (¬4).

6 - قوله تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} قال أبو عبيدة: ناشئة الليل: ساعات الليل، وآناء الليل ناشئة بعد ناشئة (¬5).
(وروى عمرو (¬6) عن أبيه: نشأ الليل: ارتفع (¬7)) (¬8).
وقال ابن قتيبة: هي آناء الليل، وساعاته هي مأخوذة من نَشَأَتْ تنشَأ نَشْأ، أي ابتدأت، وأقبلت شيئًا بعد شيء، وأنشأها الله فنشأت.
والمعنى: إن ساعات الليل الناشئة، فاكتفى بالوصف عن الاسم (¬9).
(ونحو هذا قال المبرد (¬10)، وصاحب النظم في: (ناشئة الليل)، وهو قول أكثر المفسرين) (¬11).
¬__________
(¬1) في (أ): خضير.
(¬2) "التفسير الكبير" 30/ 174، و"البحر المحيط" 8/ 362.
(¬3) ساقطة من (ع).
(¬4) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬5) "مجاز القرآن" 2/ 273 بنصه.
(¬6) هو: عمرو بن أبي عمرو الشيباني إسحاق بن مرار.
(¬7) وانظر قول أبي عمرو في "تهذيب اللغة" 11/ 419 مادة: (نشأ).
(¬8) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(¬9) "تأويل مشكل القرآن" 365 بشيء يسير من التصرف.
(¬10) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬11) ما بين القوسين ساقط من (أ).

الصفحة 355