كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

يواطئ (¬1) سمعه وبصره (¬2)) (¬3). (وهو قول مقاتل (¬4)، وروي ذلك عن ابن عباس قالوا: يواطئ السمع والقلب (¬5)) (¬6).
قال ابن قتيبة: من قرأ: (وِطاءً) على تقدير: (فعال) فهو مصدر لِوَاطأت فلانًا على كذا مُواطأة ووِطاءً. وأراد أن القراءة في الليل يتواطأ فيها قلب المصلي (¬7)، ولسانه، وسمعه، (وبصره) (¬8) على التفهم والأداء، والاستماع بأكثر مما يتواطأ عليه بالنهار (¬9).
(وروى ابن سلام عن يونس: (أشد وِطاءً) قال: ملاءمة ومُوافقة، ومن ذلك قوله: {لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ} [التوبة: 37]، أي: ليوافقوا.
قال أبو علي: وكأن المعنى إن صلاة ناشئة الليل يواطئ السمع القلب فيها أكثر مما يواطئ (في ساعات (¬10)) النهار؛ لأن البال أفرغ للانقطاع عن كثير مما يشتغل بالنهار) (¬11).
¬__________
(¬1) غير واضحة في (ع).
(¬2) ورد قوله في "جامع البيان" 29/ 130، وعبارته: "قال: تُواطئ قلبك وسمعك وبصرك"، وفي رواية أخرى عنه: "أجدر أن تواطئ سمعك وقلبك"، و"النكت والعيون" 6/ 127 بمعناه، وانظر: "الحجة" 6/ 335.
(¬3) ما بين القوسين نقله الإمام الواحدي عن "الحجة" 6/ 335 باختصار.
(¬4) الذي ورد عنه في تفسيره: 213/ (أ) "قال: يعني مواطأة بعضه لبعض".
(¬5) تفسير الإمام مجاهد: 679 بمعناه، و"الجامع لأحكام القرآن" 19/ 39.
(¬6) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(¬7) في (أ): الإنسان، وأثبت ما جاء في نسخة (ع) لموافقته النص الحقيقي.
(¬8) ساقط من (ع).
(¬9) "تأويل مشكل القرآن" 365 - 366، بإضافة: وبصره عند الواحدي.
(¬10) ما بين القوسين ساقط من (ع).
(¬11) ما بين القوسين نقله الواحدي عن "الحجة" لأبي علي: 6/ 335 بتصرف يسير.

الصفحة 362