كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

واختار أبو عبيدة هذه القراءة (¬1)، قال: لأن التفسير يصدقها، إنما هي مواطأة السمع والبصر إياه إذا قام يصلي في ظلمة الليل (¬2).
وقوله تعالى: {وَأَقْوَمُ قِيلًا} (¬3) قال عطاء عن ابن عباس: يريد أحسن لفظًا (¬4).
وقال الكلبي: وأبين قولاً بالقرآن (¬5).
قال ابن قتيبة: أي أخلص للقول، وأسمع له؛ لأن الليل تهدأ عنه الأصوات، وتنقطع فيه الحركات، ويخلص القول، ولا يكون دون تسَمُّعِهِ وتَفَهُّمِهِ حائل (¬6).
وقال أبو عدي: أي أشد استقامة وصوابًا لفراغ البال، وانقطاع ما يشغل، وأنشد (¬7) (فقال) (¬8):
له ولها وقعٌ بكلِّ قرارة ... ووقع بمستن الفضاء قويم (¬9)
¬__________
(¬1) في (أ): بهذه الأقراء.
(¬2) لم أعثر على قوله في "مجاز القرآن"، ووجدت معنى قوله في "التفسير الكبير" 30/ 176. والوطء في اللغة كلمة تدل على تمهيد شيء وتسهيله، ووطأت له المكان، والوِطاء: ما توطأت به من فرش، ووَطِئته برجلي أطؤه، والمواطأة: الموافقة على أمر يواطئه كل واحد لصاحبه. انظر: "معجم مقاييس اللغة" 6/ 120 - 121 (وطأ).
(¬3) قوله تعالى: {وَأَقْوَمُ قِيلًا} غير مقروءة في (أ).
(¬4) "التفسير الكبير" 30/ 176.
(¬5) "معالم التنزيل" 4/ 409، و"فتح القدير" 5/ 317.
(¬6) "تأويل مشكل القرآن" 366 برواية: "فيخلص" بدلاً من "ويخلص".
(¬7) لم أعثر على قائله.
(¬8) ساقطة من (ع).
(¬9) لم أعثر على مواضع وروده.

الصفحة 363