كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

بعضه بعضًا (¬1).
وقال الكلبي: هو الرمل الذي إذا أخذت منه شيئًا (¬2) تبعك آخره (¬3).

15 - قوله: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ} يعني أهل مكة. {رَسُولًا} يعني محمدًا -صلى الله عليه وسلم- {شَاهِدًا عَلَيْكُمْ} بالتبليغ وإيمان من آمن وأجاب، وامتناع من امتنع وعصى.
{كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا} وهو موسى عليه السلام.
قال مقاتل: إنما ذكر فرعون، وموسى دونَ سائر الأمم (¬4) والرسل؛ لأن أهل مكة ازدرؤوا محمدًا (¬5) -صلى الله عليه وسلم-، واستخفوا (¬6) به؛ لأنه ولد فيهم، كما أن فرعون ازدرأ (¬7) موسى؛ لأنه رباه، وولد فيما بينهم، وهو قوله: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا} [الشعراء: 18]. (¬8)
قوله تعالى: {فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا} الوبيل: الثقيل الغليظ جدًّا، ومنه قولهم: صار هذا عليه وبالاً، أي أفضى به إلى غاية المكروه، ومن هذا قيل للمطر (¬9) العظيم: وابل، وكلأ مُستوبل (¬10)، إذا أن عاقبته إلى مكروه.
¬__________
(¬1) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬2) قوله: (منه شيئًا بياض في (ع).
(¬3) ورد معنى قوله عند الماوردي في "النكت والعيون" 6/ 130، و"معالم التنزيل" 4/ 410، وبمعناه أيضًا في "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 46.
(¬4) بياض في (ع).
(¬5) قوله: (ازدرؤوا محمدًا) بياض في (ع).
(¬6) بياض في (ع).
(¬7) بياض في (ع).
(¬8) ورد قول مقاتل في "تفسير مقاتل" 213/ ب، و"الجامع لأحكام القرآن" 19/ 47.
(¬9) بياض في (ع).
(¬10) غير مقروء في كلا النسختين.

الصفحة 377