كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

عذاب ذلك اليوم) (¬1)
{إِنْ كَفَرْتُمْ} قال قتادة: والله لا يتقي من كفر بالله ذلك اليوم (¬2).
قوله تعالى: {يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا}. وصف لهول ذلك اليوم الشديد، وهذا كما يقال: قد حدث أمر تشيب فيه النواصي، وشيب الصغير, مَثل للشدة العظيمة (¬3).
قال المفسرون (¬4):
¬__________
(¬1) ما بين القوسين نقله الإمام الواحدي عن الزجاج بتصرف. انظر: "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 242. قال ابن جرير عن معنى التقديم والتأخير: "ذكر ذلك كذلك في قراءة عبد الله بن مسعود". "جامع البيان" 29/ 127 وقال ابن كثير عند تفسير الآية: يحتمل أن يكون (يومًا) معمولًا لتتقون، كما حكاه ابن جرير عن قراءة ابن مسعود: فكيف تخافون أيها الناس يوم يجعل الولدان شيبًا إن كفرتم، ولم تصدقوا به. ويحتمل أن يكون معمولًا لكفرتم، فعلى الأول: كيف يحصل لكم أمان من يوم هذا الفزع العظيم، إن كفرتم، وعلى الثاني: كيف يحصل لكم تقوى إن كفرتم يوم القيامة، وجحدتموه، وكلاهما معنى حسن، ولكن الأول أولى، والله أعلم. "تفسير القرآن العظيم" 4/ 467.
(¬2) "تفسير عبد الرزاق" 2/ 325، و"جامع البيان" 29/ 127، و"الجامع" للقرطبي 19/ 48، وبمعناه في "الدر المنثور" 8/ 320 وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(¬3) قال ابن جرير: "وقوله: {يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا} يعني يوم القيامة، وإنما تشيب الولدان من شدة هوله وكربه". "جامع البيان" 29/ 137. إذا شيب الولدان ليس بمثل على هوله، وإنما حقيقة حكايته هول ذلك اليوم الذي يشيب له الصغير, فهو وصف حقيقة، وليس بمثل للشدة العظيمة. والله أعلم.
(¬4) قال بذلك: ابن مسعود، وخيثمة بن عبد الرحمن، وابن عباس.
انظر: "جامع البيان" 29/ 137، و"الدر المنثور" 8/ 321 وعزاه إلى ابن المنذر، والطبراني، وابن مردويه. وقال بذلك أيضا الثعلبي في "الكشف والبيان" جـ: 12: 203/ أ، والبغوي في "معالم التنزيل" 4/ 410، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 49, وابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" 4/ 467.

الصفحة 379