ثم وصف من هول ذلك اليوم، فقال: {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ}.
أي بذلك اليوم، يعني فيه. قاله الفراء (¬1)، وأبو حاتم (¬2)، وهذا كما قال: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (1)} ومعنى منفطر: منشق (¬3)، (قال أبو عبيدة) (¬4) قال أبو عمرو بن العلاء: السماء منفطر، ولم يقل: منفطرة؛ لأن مجازها مجاز السقف، تقول: هذا سماء البيت (¬5).
وقال الفراء: (السماء تؤنث وتذكر، وهي -هاهنا- في وجوه التذكير، وأنشد (¬6):
فلو رَفَع السماءُ إليه قومًا ... لَحِقْنا بالنجومِ مع السحاب (¬7))
¬__________
(¬1) "معاني القرآن" 3/ 199.
(¬2) لم أعثر على مصدر لقول أبي حاتم.
(¬3) انظر مادة: (فطر) في "تهذيب اللغة" 13/ 325، و"الصحاح" 2/ 781، و"لسان العرب" 5/ 55، و"تاج العروس" 3/ 470.
(¬4) ساقطة من (ع).
(¬5) ورد قول أبي عبيدة في "مجاز القرآن" 2/ 274 بنصه، وانظر قضايا المذكر والمؤنث في مجاز القرآن. د. السيد أحمد علي: 152.
(¬6) البيت لامرأة من العرب. انظر شرح أبيات "معاني القرآن" 57، ش: 111.
(¬7) ورد البيت في "معاني القرآن" 3/ 199، شرح أبيات "معاني القرآن" المرجع السابق، و"المذكر والمؤنث" للفراء 102 برواية: (بالسماء) بدلاً من (بالنجوم)، و"المذكر والمؤنث" لابن الأنباري: 367 رقم 383 برواية (بالسماء) بدلاً من (بالنجوم)، و"لسان العرب" 24/ 398، (سما)، و"تاج العروس" 10/ 182 (سما)، و"المذكر والمؤنث" لأبي عبيد: 153، إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم: لابن خالويه: 98، المخصص: لابن سيده: 17/ 22. وانظر أيضًا "المحرر الوجيز" 5/ 389، و"التفسير الكبير" 30/ 185، و"الجامع لأحكام القرآن " 19/ 50، و"الدر المصون" 6/ 459، و"البحر المحيط" 8/ 365، و"روح المعاني" 29/ 110. موضع الشاهد: "السماء" زعموا أنه أراد الجمع، فذكر, =