كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

ومن قرأ بالجر (¬1) حمله على الحال في قوله: {مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ} والمعنى: أدنى من ثلثي الليل، ومن نصفه، وثلثه) (¬2)، والوجه القراءة الأولى (¬3).
قال ابن عباس: يريد: وتقوم نصفه وثلثه (¬4).
(وقال أبو الحسن: الذي افترض الثلث، وأكثر من الثلث (¬5)، والذين جروا كأن المعنى على قولهم: إنكم (لم) (¬6) تؤدوا ما افترض عليكم، فقمتم أدنى من ثلثي الليل، ومن نصفه، ومن ثلثه، وليس المعنى على هذا) (¬7).
وقال صاحب النظم: الأقل الذي افترض عليهم: الربع، لم ينقصوا
¬__________
(¬1) ما بين القوسين من الحجة لأبي علي من غير عزو: 6/ 336 - 337 بتصرف.
(¬2) بياض في (ع).
(¬3) قال الفراء في قراءة النصب: وهو أشبه بالصواب. "معاني القرآن" 3/ 199. وقال الطبري: والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب. "جامع البيان" 29/ 140.
(¬4) لم أعثر على مصدر لقوله؛ غير أن لابن عباس ما يعضد أثره الحديث: أن ابن عباس بات ليلة عند ميمونة أم المؤمنين -وهي خالته- قال: فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأهلُه في طولها، فنام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شنٍّ معلقة، فتوضأ منها فأحسن وضوءه ثم قام يصلي ... " الحديث. صحيح مسلم: 1/ 526 - 527 ح: 182، صلاة المسافرين: باب 25. ورواه أبو داود في "سننه" 1/ 344، باب في صلاة الليل.
(¬5) ومعنى قوله: الذي افترض الثلث وأكثر من الثلث تفسير لمعنى أدنى من نصفه، وأدنى من ثلثه، وهو معنى من قرأ بالنصب.
(¬6) ساقط من (أ).
(¬7) ما بين القوسين نقله الواحدي عن أبي علي الفارسي من "الحجة" 6/ 337 بتصرف.

الصفحة 384