كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

خلق الموت (¬1) له، هذا معنى ما ذكره أبو إسحاق.
وأما على قول مقاتل فالمعنى: ليبلوكم فيما بين كونكم مواتًا نطفًا وعلقًا، وبين منتهى الحياة، والمعنى: خلقكم أمواتًا أولاً ثم خلق لكم الحياة ليرى أعمالكم الذي تستحقون به الجزاء (¬2).
قال صاحب النظم: معنى {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}؛ ليكون ما قدر عليكم من الخير والشر فتجازون به؛ لأن (¬3) الجزاء بما (¬4) كان وما يكون من الخلق. وسمي وقوع ذلك الذي قدر علينا بلوى منه؛ تحذيرًا وتخويفًا. وعلى ما رواه عطاء في تفسير الموت والحياة يتعلق قوله: {لِيَبْلُوَكُمْ} بخلق الموت والحياة على الوجه الذي ذكرنا في تفسير الكلبي.
قال الفراء والزجاج: المتعلق بأيكم مضمر، لأن المعنى والتقدير: ليبلوكم فيعلم أو فينظر أيكم أحسن عملاً، وارتفعت (أي) بالابتداء ولا (¬5) يعمل فيها ما قبلها؛ لأنها على أصل الاستفهام، وذلك أنك إذا قلت: لأعلم أيكم أفضل. كان المعنى: لأعلم أزيد أفضل أم عمرو. وأعلم لا يعمل فيما بعد الألف، وكذلك لا يعمل في أي، لأن المعنى واحد (¬6)، وهذا مما سبق الكلام فيه. ومثل هذا قوله: {سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ} [القلم: 40] يريد: سلهم ثم انظر أيهم يكفل بذلك. والكلام في إعراب أي فيما
¬__________
(¬1) في (س): (لأن الابتلاء بها وفيها، وحذف ما خلق الموت) زيادة.
(¬2) انظر: "تفسير غرائب القرآن" 29/ 5.
(¬3) (س): (لأن، بما) زيادة.
(¬4) (س): من (المتعلق بأيكم) إلى (بالابتداء ولا) زيادة.
(¬5) انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 169، و"معاني القرآن" للزجاج 5/ 197.
(¬6) انظر: "معانى القرآن" للفراء 3/ 169.

الصفحة 39