كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

3 - قوله تعالى: {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3)} قال الكلبي: فعظم مما تقول له عبدة الأوثان (¬1).
وقال مقاتل: وربك فعظم، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الله أكبر كبيرًا"، فكبرت خديجة (رضي الله عنها) (¬2)، وفرحت (¬3)، وعلمت أنه أوحي (¬4) إليه (¬5).
وقال أبو إسحاق: وربك فكبر، أي: صفْهُ بالتعظيم. قال: ودخلت الفاء على معنى جواب [الجزاء] (¬6)، كما دخلت في (فأنذر)، والمعنى: قم فكبر ربك (¬7)، وكذلك ما بعده على هذا التأويل.
وقال أبو الفتح (الموصلي) (¬8): يقال: زيدًا فاضرب، وعمرًا فاشكر، [وبمحمد امرر] (¬9)، وتقديره: زيدًا اضرب، وعمرًا اشكر، وبمحمد فامرر، وعلى هذا قوله (¬10): {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر:3 - 5] {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} [المدثر: 7] على تقدير حذف "الفاء" من كلها (¬11). فعنده أن "الفاء" زائدة.
¬__________
(¬1) المرجع السابق.
(¬2) ساقط من: (ع).
(¬3) في (ع): خديجة، وهي زيادة في الكلام.
(¬4) في (ع): الوحي.
(¬5) "تفسير مقاتل" 214/ ب برواية خرجت بدلاً من فرحت، و"التفسير الكبير" 30/ 19.
(¬6) الخبر في كلا النسختين، والمثبت من "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 245.
(¬7) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 245 بتصرف.
(¬8) ما بين القوسين ساقط من: (أ).
(¬9) وبمحمد فامرر. هكذا وردت في النسختين، وأثبت ما جاء في "سر صناعة الإعراب" لصوابه: 1/ 260.
(¬10) في (أ): قولك.
(¬11) "سر صناعة الإعراب" 1/ 260 نقله عنه الإمام الواحدي بتصرف يسير.

الصفحة 395