كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

وإنما جاز أن يفسر حسن العمل بتمام العقل؛ لأنه يترتب على العقل، فمن كان أتم عقلاً كان أحسن عملًا على ما ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي قتادة (¬1).
وروي عن الحسن: أيكم أزهد في الدنيا وأترك لها (¬2). قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ} أي في انتقامه ممن عصاه فلم يعتبر بما خلق ولم يستدل على توحيده وقدرته {الْغَفُورُ} لمن تاب إليه، واستدل بصنيعه على توحيده. ثم أخبر عن صنعه الذي يدل على توحيده فقال: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا} قال ابن عباس والمفسرون: بعضها فوق بعض.
وقال الكلبي: كل سماء مقببة على الأخرى يلتصق بها أطرافها، وسماء الدنيا موضوعة على الأرض مثل القبة (¬3).
قال الزجاج: و {طِبَاقًا} مصدر، أي: طوبقت طباقًا (¬4).
قوله تعالى: {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} قال مقاتل: ما ترى يا ابن آدم في خلق السموات من عيب (¬5).
وقال قتادة: ما ترى خللًا واختلافًا (¬6).
وقال السدي: {مِنْ تَفَاوُتٍ} أي من اختلاف وعيب (¬7)، يقول الناظر:
¬__________
(¬1) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 155 أ، و"معالم التنزيل" 4/ 36.
(¬2) انظر: "جامع البيان" 29/ 3، و"الكشاف" 4/ 120، "الجامع لأحكام القرآن" 18/ 208.
(¬3) انظر: "تنويرالمقباس" 6/ 105، و"معاني القرآن" للزجاج 5/ 198.
(¬4) انظر: "معاني القرآن" 5/ 198.
(¬5) انظر: "تفسير مقاتل" 161 أ، و"الجامع لأحكام القرآن" 18/ 208.
(¬6) انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 304، و"جامع البيان" 12/ 29/ 3.
(¬7) (س): (وعيب) زيادة.

الصفحة 41