كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

وقال المبرد: عاند فهو عنيد، مثل: جالس فهو جليس، وضاجع فهو ضجيع (¬1)
وذكرنا تفسير "العنيد" فيما سلف (¬2).

17 - قوله تعالى: {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا}:
قال الكلبي: سأكلفه صعودًا، وهو جبل من صخرة ملساء في النار، يكلف أن يصعدها حتى إذا بلغ أعلاها أحدر (¬3) إلى أسفلها، ثم يكلف أيضًا أن يصعدها، فذلك دأبه أبدًا، يجذب من أمامه بسلاسل الحديد، ويضرب من خلفه بمقامع (¬4) الحديد، فيصعدها في أربعين سنة (¬5).
¬__________
(¬1) الذي ورد عنه في "الكامل" بحاشية نسخة: أ: "يقال: رجل عنيد: إذا خالف الحق، وعاند الرجلُ الرجلَ معاندة وعنادًا إذا خالفه. والعند: ميلك عن الشيء، عند عنودًا، وطريق عاند: مائل، وناقة عَنُود، والجمع عُنُد وعُنَّد: إذا تنكبت الطريق من نشاطها. فَصَلُوا بين العنيد والعنود". الكامل: 3/ 1173 - 1174 حاشية.
(¬2) ورد في سورة هود: 59، وسورة إبراهيم: 15, وسورة ق: 24, ومما جاء في تفسير: "العنيد" الوارد في قوله تعالى: {وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59)} [هود: 59]. "قال: والعنيد: الذي لا يقبل الحق، ولا يذعن له، من قولهم: عند الرجل يعند عنودًا، وعاند معاندة إذا أبى أن يقبل الشيء وإن عرفه.
(¬3) أحدر: الحدر من كل شيء تحدره من علو إلى سفل. "لسان العرب" 4/ 172 (حدر).
(¬4) مقامع: سبق بيانها.
(¬5) انظر: "معالم التنزيل" 4/ 415، و"زاد المسير" 8/ 125، و"لباب التأويل" 4/ 328، وانظر: الوسيط: 4/ 382.

الصفحة 424