كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

(ونحو هذا روى عطاء عن ابن عباس (¬1)) (¬2)، وهو قول أبي سعيد الخدري (¬3)، ومقاتل (¬4).
وقال أهل المعاني: سأحمله على مشقة من العذاب (¬5) مثل قوله: {يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا} [الجن: 17]، و"صعودًا" من قولهم: عقبة صعود وكؤود (¬6)، أي شاقة المصعد (¬7). وهذا وعيد له، وإخبار عما يصنع الله به في الآخرة.

18 - قوله: {إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ} يقال: فكر في الأمر، وتفكر، إذا نظر فيه وتدبر (¬8)، ومثله: "قدر".
وذلك أن الوليد مر برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقرأ قوله: {حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} إلى قوله: {إِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [غافر: 1 - 3]، فسمعها الوليد، فلما رجع إلى قومه قال لهم: والله لقد سمعت من محمد
¬__________
(¬1) لم أعثر على مصدر لما ذكره.
(¬2) ما بين القوسين ساقط من: (أ).
(¬3) ورد قوله في: "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 72. كما روي عنه مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بمعناه، رواه عنه الحاكم في "المستدرك" 2/ 507. في التفسير: باب سورة المدثر، وصححه، ووافقه الذهبي، والإمام أحمد 3/ 75، ورواه الطبراني في الأوسط، وفيه عطية، وهو ضعيف انظر. "مجمع الزوائد" 7/ 131.
(¬4) "تفسير مقاتل" 216/ أ.
(¬5) وهو قول الزجاج، انظر: "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 246، وقال به أيضًا الليث، انظر مادة: (صعد) في "تهذيب اللغة" 2/ 9.
(¬6) في (أ): كؤود وصعود.
(¬7) انظر مادة: (صعد) في: "تهذيب اللغة" 6/ 9، و"لسان العرب" 3/ 251.
(¬8) انظر: "تهذيب اللغة" 10/ 204 مادة: (فكر).

الصفحة 425