كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

يخاطبونه فيعلمون أنه غير مجنون، قالوا (¬1): فنقول: إنه شاعر. قال: هم العرب يعلمون الشعر، ويعلمون أن ما أتى به ليس بشعر. قالوا: فنقول: إنه كاهن. قال: إنهم قد لقوا الكهان، فإذا سمعوا قوله لم يجدوه يشبه الكهانة فيكذبونكم، ثم انصرف إلى منزله، فقالوا: صبأ الوليد، فقال ابن أخيه أبو جهل بن هشام بن المغيرة: أنا أكفيكموه، فانطلق حتى دخل عليه محزونًا، فقال: مالك يا ابن أخي؟ فقال: إنك قد صبوت لتصيب من طعام محمد وأصحابه، وهذه (¬2) قريش تجمع لك مالاً لتكون عوضًا فيما تقدر أن تأخذ من أصحاب محمد، فقال: والله ما يسمعوني (¬3)، فكيف أقدر أن أخذ منهم مالًا؟ ولكني أكثرت حديث النفس في أمر هذا الرجل، وتفكرت في شأنه، فقوله قول ساحر، والذي يأتي به سحر (¬4). فذلك قوله: {إِنَّهُ فَكَّرَ}، قال ابن عباس: يريد في القرآن (¬5).
وقال مقاتل: في محمد، وقدر مع نفسه ماذا يقول له (¬6). فأنزل الله تعالى: {فَقُتِلَ} قال ابن عباس (¬7)، (ومقاتل (¬8)) (¬9)، والمفسرون (¬10):
¬__________
(¬1) في (أ): قال.
(¬2) في (أ): وهذا.
(¬3) في (ع): ما يشبهون.
(¬4) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬5) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬6) "تفسير مقاتل" 216/ أ، وقد ورد مثل قوله من غير عزو في "بحر العلوم" 3/ 422.
(¬7) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬8) "تفسير مقاتل" 215/ ب، 216/ أ.
(¬9) ساقط من: (أ).
(¬10) قال بذلك: الزجاج في: "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 246، والسمرقندي في: =

الصفحة 427