كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

الأمر، ولا يكادون يقولون: تَفَوَّت الأمر (¬1). واختار أبو عبيد (¬2): (تفوت)، قال: يقال: تفوت الشيء إذا فات. واحتج بما روي في الحديث (أن رجلاً تفوت على أبيه في ماله) (¬3).
قوله تعالى: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ} قال مقاتل (¬4): اردد البصر. وهذا معنى قول الفراء. قال إنما قال: {فَارْجِعِ الْبَصَرَ} لأنه قال: {مَّا تَرَى} (¬5).
قوله: {هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} قال المفسرون: من فروج وصدوع وشقوق وفتوق وخروق. كل هذا من ألفاظهم (¬6).
ومنه التفطر والانفطار، وقد مر (¬7).
¬__________
(¬1) (تفوت الأمر) ساقطة من (س). وانظر: "الحجة للقراء السبعة" 6/ 305.
(¬2) في (ك): (عبيدة).
(¬3) نقله المؤلف عن الأزهري من "التهذيب" 14/ 331 (فوت)، ولفظه: (أن رجلاً تفوت على أبيه في ماله فأتى أبوه النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له فقال: (اردد على ابنك فإنما هو سهم من كنانتك).
قال الطبري: والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان بمعنى واحد. انظر: "جامع البيان" 12/ 29/ 3، وهذا هو اختيار الفراء والنحاس. وهو قول سيبويه. والقراءة بأيهما ثابتة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلا عبرة بقول مخالف مهما بلغ علمه وفضله، والعصمة لمن عصمه الله.
انظر: "معاني القرآن" للفراء 3/ 170، و"إعراب القرآن" للنحاس 3/ 470، و"الحجة للقراء" 6/ 305.
(¬4) في (س): (قال مقاتل) زيادة. وانظر: "تفسير مقاتل" 161 أولفظه (أعد).
(¬5) انظر: "معاني القرآن" 3/ 170.
(¬6) انظر: "جامع البيان" 12/ 29/ 3، و"الكشف والبيان" 12/ 156 أ، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 396.
(¬7) عند تفسيره الآية (14) سورة الأنعام. قال: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، أي: خالقهما ابتداء على غير مثال سبق ... والفطر: ابتداء الخلق. قال ابن عباس: كنت ما أدري ما =

الصفحة 43