كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

والمعنى: عس (¬1) الملائكة إلى السجَّانين من النار، والحداد: السجان الذي يحبس الناس، فأنزل الله: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً}، يعني خزانها.
"إلا ملائكة" أي: فمن يطيق الملائكة، ومن يغلبهم.
{وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ}، أي: عددهم في القلة، وقال مقاتل: قلتهم (¬2).
{إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا}، قال ابن عباس: يريد ضلاله لهم حتى قالوا ما قالوا (¬3).
وقال أبو إسحاق: أي محنة؛ لأن بعضهم قال: أنا أكفي هؤلاء (¬4).
والمعنى: جعلنا هذه العدة محنة لهم؟ ليظهروا ما عندهم من التكذيب (¬5).
قوله (¬6): {لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ}. قال ابن الأنباري (¬7)، والزجاج (¬8)؛ لأن عدد الخزنة في كتابهم (¬9)، فيستيقنوا صدق محمد -صلى الله عليه وسلم-، موافقًا (¬10) لما في كتابهم؛ لأنه إذا أخبر بذلك على وفق (¬11) ما عندهم
¬__________
(¬1) غير مقروءة في النسختين.
(¬2) "تفسير مقاتل" 216/ ب، وقد ورد عن الفراء مثله. انظر: "معاني القرآن" 3/ 204.
(¬3) "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 79 بنحوه.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 248 بيسير من التصرف.
(¬5) قوله: من التكذيب: بياض في (ع).
(¬6) في (ع): فقال.
(¬7) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬8) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 346، نقله عنه بالمعنى.
(¬9) بياض في (ع).
(¬10) في (ع): موافق.
(¬11) قوله: على "وفق" بياض في (ع).

الصفحة 438