كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

وقال عطاء (¬1)، (والكلبي (¬2)) (¬3): يعني الكفار من اليهود، والنصارى. والقول قول مقاتل (¬4)؛ لأن اليهود والنصارى يؤمنون بما (¬5) في كتابهم، فلا ينكرون عدد خزنة النار (¬6).
قوله تعالى: {مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا}، مبين في سورة البقرة (¬7) إلا أن معنى المثل هناك قوله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا} [البقرة: 26]، ولم يذكر في هذه "مثل" حتى تنكره (¬8) الكفار فيقولوا ماذا أراد الله بهذا مثلاً، ومعنى (¬9) المثل -هاهنا- الحديث نفسه.
ومنه قوله: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} [الرعد: 35]، أي: حديثها، والخبر عنها وكذلك قوله تعالى: {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ} [الفتح: 29]، أي حديثهم والخبر عنه وقصتهم (¬10).
¬__________
(¬1) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬2) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬3) ساقط من: (أ).
(¬4) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬5) قوله: والنصارى يؤمنون بما: بياض في (ع).
(¬6) قوله: خزنة النار: بياض في (ع).
(¬7) الآية: 26 من سورة البقرة: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}.
(¬8) غير واضحة في (ع).
(¬9) في (أ): وهنا.
(¬10) لفظ المثل ورد على أربعة أوجه، هي: السنن أو السير، والعبرة، والصفة، والعذاب، وما جاء في الآيتين من سورة الرعد والفتح فالمثل فيها على معنى الصفة أو الشبه. انظر: قاموس القرآن: الدامغاني: 428، والوجوه والنظائر في القرآن: القرعاوي: 588.
قال ابن كثير في معنى قوله تعالى: {وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا} أي يقولون: ما =

الصفحة 441