كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

روي أن مجاهدًا سأل ابن عباس عن قوله: "دبر" فسكت حتى إذا أدبر الليل قال: يا مجاهد هذا حين دبر الليل (¬1).
وروى أبو الضحى أن ابن عباس كان يعيب هذه القراءة (¬2)، ويقول: إنما يدبر ظهر البعير (¬3).
والقرآن عند أهل اللغة سواء على ما ذكرنا - وأنشد (أبو علي) (¬4):
وأبي الذي تَرَكَ المُلُوك وجَمْعَهُم ... بِصُهابَ هَامِدةً كأَمْسِ الدَّابِرِ (¬5)
قال (¬6) وقد قالوا أيضًا: كأمس المدبر، والوجهان (في القرآن) (¬7) حسنان جميعًا (¬8).
¬__________
= عامر، والكسائي: "إذا أدبر" بفتح الدال. وقرأ نافع، وعاصم في رواية حفص وحمزة: "إذا أدبر" بتسكين الدال. انظر: كتاب السبعة: 659، "الحجة" 6/ 338، و"الكشف" 2/ 347، و"النشر" 2/ 393.
(¬1) الحجة: 6/ 339، وانظر: "المحرر الوجيز" 5/ 397، و"التفسير الكبير" 30/ 208، و"الجامع لأحكام القرآن" 19/ 82، و"الدر المنثور" 8/ 335 وعزاه إلى مسدد في مسنده, وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(¬2) أي قراءة: "إذ دبر".
(¬3) انظر: "معاني القرآن" الفراء: 3/ 204، و"الكشف والبيان" ج: 12: 210/ ب، و"التفسير الكبير" 30/ 208، و"الجامع لأحكام القرآن" 19/ 83.
(¬4) ساقط من: (أ).
(¬5) البيت ورد في "الحجة" 6/ 175 و339، وأنشده، الأصمعي ولم ينسبه، وانظر: "الخصائص" لابن جني 2/ 267، و"لسان العرب" 1/ 533: (صهب).
ومعنى صهب كما في اللسان: "بين البصرة والبحرين عين تعرف بعين الأصهب"، كما ورد البيت في "المحرر" 5/ 297 برواية: يهضاب، و"التفسير الكبير" 30/ 208.
(¬6) أي: أبو علي.
(¬7) ما بين القوسين ساقط من: (أ).
(¬8) انظر قوله في "الحجة" 6/ 339.

الصفحة 444