وهذا مثل قراءة ابن كثير، ألا ترى أن "لإح" من قوله "لإحدى" مثل واث، من قوله "وإثم التي". وليس هذا الحذف (¬1) بقياس، والقياس التخفيف، وهو أن يجعل بين بين، ولكنه وجد الهمزة تحذف حذفًا في بعض المواضع فجرى (¬2) عليه، وفي (¬3) حذفه الهمزة من "لإحدى" ضعف؛ لأنه إذا حذفتها (¬4) بقي بعدها حرف ساكن يكون أول الكلمة بعد الحذف [ولهذا] (¬5) لم تخفف الهمزة أولًا؛ لأن التخفيف تقريب من الساكن، فإن لا يكون ما يلزم له إلا الابتداء بالساكن أجدر؛ ووجهه على ضعفه: أن اللام اللاحقة أول الكلمة لما لم تفرد صار بمنزلة ما هو من نفس الكلمة، فصار حذف الهمزة كأنه حذف في تضاعيف الكلمة، ومن ثم قالوا: "لهو" (¬6) فخففوه كما خففوا "عضْدًا"، ونحوه مما هو كلمة واحدة) (¬7).
قوله تعالى: {نَذِيرًا لِلْبَشَرِ} قال عطاء عن ابن عباس: يريد قم نذيرًا للبشر (¬8).
وذكر النحويون هذا القول في نصب "نذيرًا" ذكره الكسائي (¬9)،
¬__________
(¬1) بياض في (ع).
(¬2) في (أ): فجرا.
(¬3) في (أ): في.
(¬4) في (أ): حذفها.
(¬5) في (أ): إذا، وفي (ع): وإذا، والمثبت من الحجة، وبه يستقيم المعنى.
(¬6) الحج: 58 {وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.
(¬7) ما بين القوسين نقله الإمام الواحدي عن أبي على الفارسي بتصرف. انظر: "الحجة" 6/ 339 - 341.
(¬8) "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 84.
(¬9) "الوسيط" 4/ 385.