كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

قال الله -تعالى-: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ}، قال عطاء عن ابن عباس: يريد شفاعة الملائكة والنبيين، كما نفعت الموحدين (¬1).
وقال مقاتل: لا تنالهم شفاعة الملائكة والنبيين (¬2).
وقال الحسن: حل عليهم غضب الله، فلم تنفعهم شفاعة ملك، ولا شهيد، ولا مؤمن (¬3).
وقال عمران بن حصين: الشفاعة نافعة لكل أحد دون هؤلاء الذين تسمعون (¬4).
وقال كعب: لا تزال الشفاعة تجوز حتى تبلغ أهل هذه الآيات: {لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} إلى آخرها (¬5).

49 - قوله تعالى: {فَمَا لَهُمْ}، يعني كفار قريش حين نفروا عن القرآن.
{عَنِ التَّذْكِرَةِ}، أي عن التذكرة بمواعظ القرآن.
{مُعْرِضِينَ}، نصب على الحال (¬6)، أي: أي شيء لهم، وهم معرضون عن التذكرة. والمعنى: لا شيء لهم في الآخرة إذ أعرضوا عن القرآن فلم يؤمنوا به.
ثم شبههم في نفورهم عن القرآن بحمر نافرة (فقال:
¬__________
(¬1) الوسيط: 4/ 387، و"فتح القدير" 5/ 333 من غير عزو.
(¬2) "تفسير مقاتل" 217/ أ.
(¬3) الوسيط: 4/ 387.
(¬4) "معالم التنزيل" 4/ 419.
(¬5) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬6) انظر: "الكشف والبيان" 12: 211/ ب.

الصفحة 457