كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

والثانية: متفقة على: (لا أقسم) (¬1). قال الحسن: أقسم بالأولى, ولم يقسم بالثانية (¬2).
واختار أبو عبيد قراءة العامة، قال: لأنها لو كانت على قسم (¬3) مستأنفة للزم أن تلحق النون، فتكون (لأقسمن)؛ لأن العرب لا تقول: لأفعل كذا إذا أرادوا الإيجاب في المستقبل، وإنما يقولون: لأفعلن (¬4). وهذا الذي قاله أبو عبيد (هو في أكثر الأمر يكون على ما ذكر، ويجوز إدخال اللام من غير النون. حكى ذلك سيبويه، وأجازه (¬5).
وكما لم تلحق (النون) مع (اللام) في هذه القراءة، كذلك يجوز أن لا تلحق (اللام) مع (النون) كما قال الشاعر (¬6):
¬__________
= الزاهرة" 329. وقرأ الباقون: (لا أقسم). انظر: المراجع السابقة
(¬1) لا خلاف بين القراء في إثبات الألف في الموضع الثاني، وهو: (ولا أقسم بالنفس).
انظر المراجع السابقة.
(¬2) لم أعثر على نصه فيما بين يدي من كنبه، وقد ورد في "جامع البيان" 29/ 173، و"النكت والعيون" 6/ 151، و"المحرر الوجيز" 5/ 402، و"زاد المسير" 8/ 133، و"البحر المحيط" 8/ 384، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 477، و"فتح القدير" 5/ 335. وانظر: "تفسير الحسن البصري"، تح: د. محمد عبد الرحيم: 2: 377.
(¬3) في (ع): قسيم.
(¬4) لم أعثر على مصدر لقوله، وانظر: "الأمالي الشجرية" 1/ 369.
(¬5) انظر: "كتاب سيبويه" 3: 104/ 105
(¬6) هو: عامر بن الطفيل، وهو من أشهر فرسان العرب بأسًا وشدة ونجدة.

الصفحة 474