كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

قال ابن عباس: تغلي بهم كغلي المرجل (¬1).
وقال مجاهد: تفور بهم كما يفور الماء الكثير بالحب القليل (¬2). ويجوز أن يكون هذا من فور الغضب.
قال المبرد: يقال: تركت فلانًا يفور غضبًا (¬3). يدل على هذا المعنى قوله: {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} أي: تنقطع من غيظها عليهم فيماز بعضها من بعض كما يتميز الشيء، أي يفرق هذا المعنى (¬4) قول المفسرين، وأهل المعاني: قال ابن قتيبة: تكاد تنشق غيظًا على الكفار (¬5).
وقال المبرد: ويقال للغضبان: تركته يتميز عليك غيظًا (¬6). ولفظ المفسرين في تفسير: {تَمَيَّزُ}: تفرق (¬7).
قوله تعالى: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ} الفوج: الجماعة من الناس. والأفواج: الجماعات في تفرقة (¬8)؛ ومنه قوله: {فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا} [النبأ: 18].
وقوله: {سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا} وهو سؤال توبيخ. قال أبو إسحاق: وهذا
¬__________
(¬1) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 156 ب، و"التفسير الكبير" 30/ 63.
(¬2) انظر: "الكشف والبيان" 12/ 156 ب، و"الجامع لأحكام القرآن" 18/ 212، و"الدر" 6/ 248.
(¬3) في (ك): (غيضًا) وانظر: "التفسير الكبير" 30/ 63.
(¬4) في (س): (المعنى) زيادة.
(¬5) انظر: "تفسير غريب القرآن" ص 474.
(¬6) انظر: "التفسير الكبير" 30/ 63.
(¬7) وهو قول ابن عباس، والضحاك، وابن زيد، ومقاتل.
انظر: "تنوير المقباس" 6/ 107، و"تفسير مقاتل" 161 ب، و "جامع البيان" 12/ 29/ 4، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 397.
(¬8) انظر: "تهذيب اللغة" 11/ 212، و"اللسان" 2/ 1142 (فوج).

الصفحة 48