كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

ومعنى (يفجر): يعصي ويخالف. ومنه الدعاء: (ونَتْرُكُ من يَفْجرك) (¬1).
و (أمامه)، أي: فيما يستقبل. والمعنى: يريد أن يعصي ويكفر أبدًا ما عاش. قال الأنباري: يريد أن يفجر ما امتد عمره، وليس في نيته أن يرتد عن ذنب يرتكبه (¬2). (وهذا معنى ما ذكره المفسرون) (¬3).
وقال المؤرج: فجر: إذا ركب رأسه غير مكترث (¬4).
ومعنى {لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} ليمضي أمامه راكب رأسه.
وفي الآية قول آخر: يكذب بما (¬5) أمامه من البعث والحساب. وهو قول ابن زيد (¬6)، واختيار أبي إسحاق (¬7)، وابن قتيبة (¬8).
¬__________
(¬1) أورده السيوطي في "الدر المنثور" 8/ 695 في آخره بعد سورة الناس، وهو في فضائل ابن الضريس، وقيام الليل لابن نصر، و"غريب الحديث" لابن الجرزي 2/ 177، و"الفائق" 3/ 90 (فجر)، و"النهاية في غريب الحديث والأثر" 1/ 3. ومعناه: أي يعطيك ويخالفك. "النهاية في غريب الحديث والأثر" 1/ 3، 144.
(¬2) "الوسيط" 4/ 391، و"فتح القدير" 5/ 336.
(¬3) ساقطة من (أ).
(¬4) انظر قوله في (فجر): "تهذيب اللغة" 11/ 50، و"لسان العرب" 5/ 47.
(¬5) في (أ): بها.
(¬6) "جامع البيان" 29/ 178، و"الكشف والبيان" 13/ 4/ ب، و"النكت والعيون" 6/ 152 بمعناه، و"معالم التنزيل" 4/ 422، و"القرطبي" 19/ 93، و"ابن كثير" 4/ 478.
(¬7) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 252.
(¬8) "تأويل مشكل القرآن" 347.

الصفحة 482