كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

قال أبو إسحاق: {لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ} ليكفر، ويكذب بما قدامه (من البعث، قال) (1): ودليل ذلك قوله: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6)} (2).
وقال ابن قتيبة: والفجور هاهنا بمعنى التكذيب بيوم القيامة، ومن كذب بحق فقد كذب، والكاذب المكذب، والفاسق فاجر؛ لأنه مائل عن الحق، قال: وهذا وجه حسن؛ لأن الفجور اعتراض بين كلامين من أسباب يوم القيامة، أولهما: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3)}، والآخر: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ (6)}. وكأنه قال: أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه يوم القيامة، بلى نقدر على أن نجمع ما صغر منها، ونؤلف بينه، {بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5)}، أي: ليكذب (3) بيوم القيامة، أي (متى) (4) يكون ذلك تكذيبًا به (5).
قال الله تعالى: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7)} وقرئ: (برَق) بفتح الراء (6).
وقال الفراء: (برق) بفتح الراء من البريق، أي شخص، ومن قرأ (برَق) فمعناه (7): فزع، وتحير، وأنشد قول طَرَفة:
__________
(1) ساقطة من (أ).
(2) قوله في "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 252 بتصرف.
(3) في (أ): يكذب.
(4) ساقطة من (أ).
(5) "تأويل مشكل القرآن" 347 بتصرف.
(6) قرأ بذلك: نافع، وأبو جعفر، وعاصم في رواية أبان، وقرأ الباقون: (بَرِق) بكسر الراء. انظر: "القراءات وعلل النحويين" 2/ 730، و"الحجة" 6/ 345، و"إتحاف القراءات" 736، و"كتاب التبصرة" 715، و"تحبير التيسير" 194، و"إتحاف فضلاء البشر" 428.
(7) في (أ): ومعناه.

الصفحة 483