قال قتادة في قوله: (جمعه وقرآنه) حفظه (¬1)، وعلى هذا معنى القرآن: الجمع؛ من قولهم: ما قرأت الناقة سلا (¬2) قط، أي: ما جمعت.
(وقد ذكرنا ذلك عند تفسير القُرء (¬3)) (¬4).
قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ}. قال ابن عباس: فإذا قرأه جبريل (¬5) ومقاتل: فإذا تلوناه عليك بجبريل (¬6). {فَاتَّبِعْ (¬7) قُرْآنَهُ}. قال: يعني: فاتبع
¬__________
= المفسرين، وقال به أيضًا ابن كثير. انظر: "معاني القرآن" 3/ 211، و"معاني القرآن وإعرابه" 5/ 253، و"المحرر الوجيز" 5/ 404، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 479. وقال آخرون: بل السبب الذي من أجله قيل له ذلك: أنه كان يكثر تلاوة القرآن مخافة نسيانه، فقيل له: لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا أن نجمعه لك، ونقرئكه، فلا تنسى. وهو قول ابن عباس، ومجاهد، والحسن، وقتادة، والضحاك. انظر: "جامع البيان" 29/ 188، و"المحرر الوجيز" 5/ 404.
وقال آخرون -وهو قول الشعبي- كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحرصه على أداء الرسالة والاجتهاد في ذات الله تعالى، ربما أراد النطق ببعض ما أوحى إليه قبل كمال إيراد الوحي، فأمر ألا يعجل بالقرآن من قبل أن يقضي إليه وحيه. انظر: "المحرر" 5/ 404.
(¬1) غير مقروءة في نسخة: (ع).
(¬2) السلا: الجلدة الرقيقة التي يكون فيها الولد، يكون ذلك في الدواب والإبل وفي الناس: المشيمة، والمعنى ما حملت ملقوحًا. "النهاية في غريب الحديث والأثر" 2/ 396.
(¬3) [البقرة: 228] وما جاء في معنى (القروء) جمع قرء، وجمعه القليل أقرؤ، وأقراء، والكثير: قروء، وهذا الحرف من الأضداد؛ لأن أصل القرء اسم للوقت، والقروء الأوقات، واحدها قرء. وقال قوم: أصل القرء: الجمع، يقال: ما قرأت الناقة سلا قط، أي ما جمعت في رحمها ولدًا قط.
(¬4) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(¬5) "الوسيط" 4/ 393.
(¬6) "تفسير مقاتل" 218/ أ.
(¬7) بياض في (ع).