كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

ما فيه كما نقرئكه (¬1). ونحو هذا قال قتادة: يقول: فاتبع حلاله وحرامه (¬2). وأجود من هذا أن يكون المعنى: فاتبع قرآنه، أي: اقرأه إذا فرغ جبريل من قراءته. وهذا أولى؛ لأنه أمر أن يدع القراءة (¬3)، ويستمع من جبريل، حتى إذا فرغ جبريل قرأه، وليس هذا موضع الأمر باتباع ما فيه من الحلال والحرام.
وهذا معنى قول ابن عباس في رواية سعيد بن جبير قال: يقول: إنا أنزلناه فاتبع له، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل عليه جبريل بعد هذا أطرق، فإذا ذهب فرأه كما وعده الله (¬4). وقال (¬5) أيضًا: فاتبع قرآنه، واستمع له، وأنصت، قال: فإذا أتاه جبريل استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه (¬6). وعلى هذا أتبع قراءة (¬7) جبريل بالاتباع (¬8). وعلى القول الأول: أتبع قراءته بقراءتك.
وذكر أبو علي في "المسائل الحلبية" هذه الآية فقال: (قوله تعالى:
¬__________
(¬1) "تفسير مقاتل" 218/ أ، وقد ورد بمعناه في "الوسيط" ع: 393 من غير عزو.
(¬2) "تفسير عبد الرزاق" 2/ 334، و"جامع البيان" 29/ 190، و"المحرر الوجيز" 5/ 405، و"زاد المسير" 8/ 137، و"الدر المنثور" 8/ 348 وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(¬3) بياض في (ع).
(¬4) الأثر أخرجه البخاري 3/ 318: ح: 4929 كتاب: التفسير باب 75 سورة القيامة، ومسلم 1/ 330: ح: 147 - 148: "كتاب الصلاة" باب الاستماع للقراءة، كما أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده" 10/ 342: ح 2628، والنسائي في "سننه" 2/ 487: ح: 934: كتاب: الافتتاح باب: 37 جامع ما جاء في القرآن.
(¬5) أي ابن عباس.
(¬6) سبق تخريجه.
(¬7) في (أ): قرة.
(¬8) قوله: جبريل بالاتباع: بياض في (ع).

الصفحة 499