كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

وإنما حسن ذكر الجمع والقرآن؛ لأن المجى عام، والقرآن أخص منه، فإنك تقول: جمعت الناس والمال. ولا تقول: قرأت الناس، بمعنى جمعت، فإذا دخل القرآن الاختصاص الذي ليس في الجمع حسن التكرير، كما أنك لو قلت: أعلمت زيدا وأنذرته، حسن؛ لاختصاص الإنذار بمعنى التخويف المتعري منه: (أعْلَمْت) وإذا استجيز استعمال لفظين مختلفين بمعنى واحد، نحو (أقوى) و (أفقر)، فهذا النحو الذي يختص فيه إحدى الكلمتين، بمعنى ليس في الأخرى (¬1) أجدر أن يستحسن) (¬2).

19 - قوله: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)}، قال عطاء عن ابن عباس: ثم إن علينا تفسير ذلك (¬3)، وقال مقاتل: علينا أن نبين لك حلاله وحرامه (¬4). وأجود من هذا، ما روي عن ابن عباس {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)}: بلسانك (¬5).
¬__________
= ومعنى البيت: العيطل: الطويلة العنق من النوق. الأدماء: البيضاء منها، والأدمة البياض في الإبل. البكر: الناقة التي حملت بطنًا واحداً، الهجان: الأبيض الخالص البياض. لم تقرأ جنينًا، أي: لم تضم في رحمها ولدًا. شرح المعلقات السبع. مرجع سابق، انظر: "ديوانه" 25 والذي ورد في ديوانه برواية:
ذِرَاعَا عِيْطَلٍ أدْمَاءَ بكرٍ ... تَرَبَّعَتِ الأجَارعَ والْمُتُونَا
أما ما روي عنه في شرح المعلقات وغيرها ووضح ذلك في ديوانه، فهي رواية:
ذراعي عيطل أدماء بكر ... هجان اللون لم تقرأ جنينا
(¬1) في (أ): الأخرا.
(¬2) ما بين القوسين من "المسائل الحلبية" باختصار: 290 - 293.
(¬3) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬4) "تفسير مقاتل" 218/ أ.
(¬5) "جامع البيان" 29/ 191، و"النكت والعيون" 6/ 156، و"معالم التنزيل" 4/ 423، و"زاد المسير" 8/ 137، و"الدر المنثور" 8/ 348.

الصفحة 501