كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

وقال مقاتل: كلا لا يصلون، ولا يزكون (¬1).
{بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) (وَتَذَرُونَ) الْآخِرَةَ (¬2)} (يعني كفار مكة يحبون الدنيا ويعملون بها ويذرون العمل للآخرة فيؤثرون الدنيا عليها. ونحو هذا قال الكلبي قال: (وتذرون الآخرة) أي الجنة (¬3) (¬4).
(وقرئ: تحبون وتذرون) (¬5)، بالياء والتاء (¬6).
قال الفراء: والقرآن يأتي على أن يخاطب المنزل عليهم أحيانًا، وحينًا يُجعلون كالغيب، كقوله: {حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ} [يونس: 22] (¬7).
وقال أبو علي: الياء على ما تقدم من ذكر الإنسان. والمراد بالإنسان الكثرة، وليس المراد به واحداً، إنما المراد الكثرة والعموم؛ لقوله: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19)} [المعارج: 19] ثم قال: {إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22)} [المعارج: 22]، فـ (الياء) حسن لتقدم (¬8) ذكر الإنسان: والمعنى: هم يحبون ويذرون، والتاء على: قُلْ لهم: بل تحبون وتذرون (¬9).
¬__________
(¬1) "تفسير مقاتل" 218/ أ.
(¬2) ساقطة من (ع).
(¬3) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬4) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(¬5) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(¬6) قرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو عمرو، ويعقوب، (بل تحبون)، (وتذرون) بالتاء جميعًا. وقرأ الباقون بالياء جميعًا. انظر: "الحجة" 6/ 345 - 346، و"المبسوط" 388، و"حجة القراءات" 736, و"البدور الزاهرة" 330.
(¬7) "معاني القرآن" 3/ 211 - 212 بنصه.
(¬8) في (ع): للتقدم.
(¬9) "الحجة" 6/ 346 بتصرف يسير.

الصفحة 503