كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

تحجب عن رؤية ربها فلا تنظر إليه (¬1).

26 - قال الله تعالى: {كَلَّا} قال أبو إسحاق: هو ردع وتنبيه (¬2).
وقال مقاتل: (كلا) أي لا يؤمن الكافر بما ذكر من أمر القيامة (¬3). ثم استأنف فقال: {إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ}، وهي جمع ترقوة، يعني: بلغت النفس أو الروح، أخبر عما لم يجر له ذكر لعلم المخاطب بذلك، كقوله تعالى: {حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ} [ص: 32]، (قاله المبرد (¬4)، وغيره (¬5) (¬6)، وكلهم (¬7) قالوا: بلغت النفس التراقي. وهي جمع ترقوة، مثل عرقوة.
قال الليث: وهي عظم وصل بين ثغرة النحر والعاتق من الجانبين (¬8)، ويكنى ببلوغ النفس التراقي عن الإشفاء على الموت، ومنه قول دُرَيْدِ بنِ الصِّمَّة:
¬__________
(¬1) ورد مختصرًا عنه في "معالم التنزيل" 4/ 424، و"زاد المسير" 8/ 138، و"التفسير الكبير" 30/ 230.
(¬2) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 254.
(¬3) "تفسير مقاتل" 218/ ب، و"الرازي" 30/ 230، وانظر: "زاد المسير" 8/ 139.
(¬4) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬5) قال بذلك: الثعلبي في "لكشف والبيان" 13: 8/ ب، وإليه ذهب البغوي في "معالم التنزيل" 4/ 424، والزمخشري في "الكشاف" 4/ 166، وابن الجوزي في "زاد المسير" 8/ 139، والفخر الرازي في "التفسير الكبير" 30/ 230، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 109، والخازن في "لباب التأويل" 4/ 336.
(¬6) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(¬7) قال بذلك: الفراء في "معاني القرآن" 3/ 212، والزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 254، والطبري، وعزاه إلى ابن زيد في "جامع البيان" 29/ 194، والثعلبي في "الكشف والبيان" 13: 8/ ب، وانظر أيضًا المراجع السابقة.
(¬8) "تهذيب اللغة" 9/ 54: مادة: (ترق).

الصفحة 514