كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

وذكرنا قديمًا (¬1): أن إظهار (النون) عند حروف (¬2) الفم (¬3) لحن غير جائز، فلا يجوز إظهار نون (من) في قوله: (مَنْ راقٍ).
وروى حفص عن عاصم: إظهار (النون)، و (¬4) (اللام) في قوله: (من راق)، و (بل ران (¬5)) (¬6).
قال أبو علي الفارسي: ولا أعرف وجه ذلك (¬7).
وسمعت شيخنا أبا الحسن الضرير النحوي -رحمه الله- يقول: إنما أظهر النون؛ لأنه خاف الالتباس تتابع المرق؛ لأنه يقال له: مراق، وأظهر اللام؛ لأنه خاف الالتباس بتثنية (بر) بمعنى الأرض الفضاء، وهذا
¬__________
= 8/ 139، و"الجامع لأحكام القرآن" 19/ 110، و"البحر المحيط" 8/ 389، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 481، و"الدر المنثور" 8/ 361 وعزاه إلى ابن أبي الدنيا في ذكر الموت، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(¬1) لم أتوصل إلى موضعه من "التفسير البسيط".
(¬2) في (أ): حرف.
(¬3) حروف الفم المراد بها: اثنا عشر حرفًا: التاء، والثاء، والدال، والظاء، والذال، والطاء، والصاد، والضاد، والسين، والزاي، والراء، واللام. انظر: "المدخل" 500.
(¬4) في (أ): (في) بدلًا من الواو.
(¬5) "الحجة" 6/ 346، وانظر كتاب (السبعة) 661، و"حجة القراءات" 737، و"الكشف عن وجوه القراءات السبع" 2/ 55 - 56 من سورة الكهف، و"المبسوط" 97. وقرأ الباقون بالإدغام؛ لقرب النون من الراء. المراجع السابقة.
(¬6) وكان حفص يقف على النون واللام وقفة خفيفة في وصله، ليبين إظهار اللام والنون؛ لأنهما ينقلبان في الوصل راء، فتصير مدغمة في الراء بعدها، ويذهب لفظ اللام والنون. انظر: "الكشف" 2/ 55، و"المبسوط" 97.
(¬7) "الحجة" 6/ 346.

الصفحة 518