كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

[البقرة: 102] عند حكاية كلام أبي بكر بن السَّرَّاج (¬1) (¬2).
قوله: {وَلَكِنْ كَذَّبَ}، أي: بالقرآن. {وَتَوَلَّى} عن الإيمان. {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ} رجع إليهم. {يَتَمَطَّى}: يتبختر ويختال في مشيته، (قاله ابن عباس (¬3) والمفسرون (¬4) (¬5).
وقال مقاتل (¬6)، وزيد بن أسلم (¬7): هو مشية بني مخزوم (¬8).
وفي (يتمطى) قولان: أحدهما: أنه (من المَطْو، وهو المد. ومنه
¬__________
(¬1) ابن السراج: بياض في (أ).
(¬2) ومما جاء في كلامه الذي بين فيه أن (لا) حرف نفي، ينفي المستقبل؛ قال: (الأفعال جنس واحد، فكان يجب أن يكون على بناء واحد، لكنها غيرت بتغيير الأزمنة، وقسمت بتقاسيمها, لما كان ذلك في الإيضاح أبلغ، فخص كل قسم من ذلك بمثال، لا يقع واحد منها في موضع الآخر إلا أن يضم إليه حرف يكون دليلًا على ما أريد به، فيصير الحرف كأنه يقوم مقام البناء المراد، إذا كان يدل عليه كما يدل البناء نحو: والله لا فعلت، فقولك: فعلت، فعل ماض وقع في موضع مستقبل، فلما كانت قبلها (لا) علم أنه يراد به الاستقبال؛ لأن (لا) إنما يكون نفيًا لما يستقبل، فلما كانت نفيًا للمستقبل، ووقع بعدها ماض، علمت أنه يراد به الاستقبال.
(¬3) "النكت والعيون" 6/ 159 بنحوه، و"تفسيرالقرآن العظيم" 4/ 481، و"الدر المنثور" 8/ 363 عزاه إلى بن أبي حاتم.
(¬4) قال بذلك: قتادة، وزيد بن أسلم، ومجاهد. انظر: "تفسير عبد الرزاق" 3/ 334 - 335، و"جامع البيان" 29/ 199، و"الدر المنثور" 8/ 363.
(¬5) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(¬6) "تفسير مقاتل" 218/ ب.
(¬7) "جامع البيان" 29/ 199، و"النكت والعيون" 6/ 159، و"المحرر الوجيز" 5/ 407.
(¬8) بنو مخزوم: بطن من لؤي بن غالب بن قريش، ينتسب إليهم خالد بن الوليد، وأبو جهل -عدو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- , وسعيد بن المسيب. انظر: "نهاية الأرب" 371.

الصفحة 525