كتاب التفسير البسيط (اسم الجزء: 22)

حديث أبي بكر -رضي الله عنه- أنه مرَّ ببلال، وقد مُطِىَ في الشمس) (¬1)، أي: مد. وكل شيء مددته فقد مَطَوْتَه، ويتمطى معناه يتمدد) (¬2). وقال الفراء (¬3)، والزجاج (¬4): هو من الْمَطَا، وهو الظهر، فيلوي ظهره تبخترًا.
القول [الثاني] (¬5): أنه من المط، وهو المد أيضًا، والْمُطَيْطَاء (¬6): التبختر ومد اليدين في المشي، والْمَطِيطَة: الماء الخاثر في أصل الحوض؛ لأنه يتمطط، أي: يتمدد. وهذا قول أبي عبيدة (¬7)، وابن قتيبة (¬8) في هذه الآية.
قال ابن قتيبة: وأصله (يتمطط) فقلبت (التاء) فيه (ياء) كما قيل: يَتَظَنَّى، ويَتَقَصَّى، قال: وأصل (الطاء) في هذا كله (قال) يقال: مططت ومددت (¬9).

34 - قوله تعالى: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34)} قال جماعة المفسرين (¬10):
¬__________
(¬1) لم أعثر على مصدر لقوله.
(¬2) ما بين القوسين نقله الواحدي عن "تهذيب اللغة" 14/ 43 (مطو)، وانظر (مطا): "الصحاح" 6/ 2494، و"لسان العرب" 15/ 284.
(¬3) "معاني القرآن" 3/ 212 واللفظ له.
(¬4) "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 254.
(¬5) في النسختين: الثالث، ولعله سهو.
(¬6) في (ع): المطيطيا.
(¬7) "مجاز القرآن" 2/ 278، وعبارته: جاء يمشي الْمُطيطا، وهو أن يلقي بيديه ويتكفأ.
(¬8) "تفسير غريب القرآن" 501.
(¬9) المرجع السابق بتصرف.
(¬10) قال بذلك مقاتل في "تفسيره" 218/ ب، وقتادة في: "تفسير عبد الرزاق" 3/ 335، و"جامع البيان" 29/ 200، وإليه ذهب: ابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن" 501،=

الصفحة 526